اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

ابن تيمية d. 728 AH
107

اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم

تحقیق کنندہ

ناصر عبد الكريم العقل

ناشر

دار عالم الكتب،بيروت

ایڈیشن نمبر

السابعة

اشاعت کا سال

١٤١٩هـ - ١٩٩٩م

پبلشر کا مقام

لبنان

ثم قال سبحانه: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا﴾ [التوبة: ٦٩] (١) . وفي (الذي) وجهان: أحسنهما أنها صفة المصدر، أي كالخوض الذي خاضوه (٢) فيكون العائد محذوفا كما في قوله (٣) ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ [يس: ٧١] (٤) وهو كثير فاش في اللغة، والثاني: أنه صفة الفاعل، أي: كالفريق (٥) أو الصنف أو الجيل الذي خاضوه، كما لو قيل: كالذين خاضوا. وجمع سبحانه بين الاستمتاع بالخلاق، وبين الخوض، لأن فساد الدين (٦) إما أن يقع بالاعتقاد الباطل، والتكلم به، أو يقع في العمل بخلاف الاعتقاد الحق. والأول: هو البدع (٧) ونحوها. والثاني: (٨) فسق الأعمال ونحوها (٩) .

(١) سورة التوبة: من الآية ٦٩. (٢) في (ج د): خاضوا. (٣) في المطبوعة: أورد الآية بتمامها: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ) سورة يس: الآية ٧١. وهو خلاف النسخ الأخرى. (٤) سورة يس: الآية ٧١. (٥) في (أب ط): كالفوج. (٦) في (أ): الدنيا. (٧) وذلك مثل: الزيادة في العبادات، والدعاء عند القبور، والبناء عليها، وزيارة المشاهد - غير المساجد الثلاثة ومشاعر الحج التي نص عليها الشارع - وزيادة الأعياد، كأعياد الميلاد، وأعياد المناسبات، والأعياد الوطنية، ونحوها، فكل هذه الأمور من الخوض بالباطل. (٨) في المطبوعة: هو فسق الأعمال. (٩) وذلك مثل: أكل الربا، وشرب المسكر، والزنا، وأكل أموال الناس بالباطل، والسرقة، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، فهذا ونحوه من الاستمتاع بالخلاق كما أشار إليه المؤلف ﵀.

1 / 118