86

Intercession in the Prophetic Traditions

الشفاعة في الحديث النبوي

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

والبعض كالريح ... وهكذا. فناجٍ مخدوش أو ساقط مكدوس -والعياذ بالله- وهذه الشفاعة من الشفاعات العامة التي يشارك النبي ﷺ غيره فيها كألانبياء الصالحين وغيرهم (١).
وقد عدها من شفاعات النبي ﷺ الكثير من أهل العلم: «كالقاضي عياض، والقرطبي، والنووي، وإبن تيمية، وإبن كثير، وإبن أبي العز، والحافظ إبن حجر» (٢) وغيرهم.
النوع السادس: شفاعة النبي ﷺ لبعض أهل النار في ان يخرجوا منها:-
إن من مات من أمة محمد ﷺ ولم يرتكب كبيرة في حياته أو ارتكب فتاب توبة نصوحا. أولئك يدخلون الجنة من أول الامر دون عذاب -برحمه الله- إلا من شاء الله- واما الذين يسقطون في جهنم فانهم أولئك الذين ماتوا مصرين على كبائرهم ومعاصيهم وهؤلاء ثبتت شفاعة النبي ﷺ لهم وهو المراد بها هنا، فقد صح من حديث انس بن مالك ﵁ عن النبي ﷺ: «شفاعتي لأهل الكبائر من امتي» (٣).
وهذه الشفاعة لا تكون إلا لمن كان من أمة محمد ﷺ أي كان من أهل العهد (٤). فلا يشفع النبي ﷺ لأهل الكبائر إلا ان يكتون من امته، على ما هو عليه ظاهر الحديث. وهذا من عظيم رحمته ﷺ، وشفقته على امته، وتكريم الله تعالى لهذه الامة، فمهما عمل المؤمن من أعمال دون الشرك فهو في المشيئة الالهية -ان شاء عفا عنه- ابتداء وان شاء عذبه، يقول تعالى «إن الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء» (٥).
وقد نص على ذلك جمهور أهل العلم من المسلمين، يقول أبو حنيفة ﵀ «وشفاعة نبينا محمد ﷺ حق لكل من هو من أهل الجنة وان كان صاحب كبيرة» (٦)، ونقل الباقلاني:- اجماع أهل السنة والجماعة على صحة شفاعته ﷺ لأهل الكبائر فقال "اعلم ان أهل السنة والجماعة اجمعوا على صحة الشفاعة منه ﷺ لأهل الكبائر من هذه

(١) انظر ص٨٠ من كتابنا هذا.
(٢) سبق ذلك مفصلًا في ص٤٢.
(٣) انظر تخريجه برقم (٥٨). وله شواهد برقم (٥٩ - ٦٦).
(٤) سبق ذلك ص٣٧.
(٥) النساء /٤٨.
(٦) الفقه الاكبر، شرح السمرقندي ص٩٠.

1 / 91