ذلك جهم وموافقوه، والأشعري ومتابعوه من أتباع الأئقة، ولهذا ضاق بهؤلاء البحث في هذا الموضع"(1) .
قلت: وهذااعتراف من ابن تيمية أن الكسب الذي ذهب إليه الأشعري أنه الجبر بعينه، ولقد حقق ابن تيمية ذلك في كتابه هذا، فبطل أيضا قولهم، لأنه يلزم منه المحال، وما يلزم منه المحال فهو محال.
- ومنها أنه يلزمهم أن يكون الله عابثا لاعبا - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا- وذلك في قولهم: "إن أفعاله سبحانه لا تعلل بالأغراض والحكم والمصالح"، لأن كل فعل لا يفعل لغاية ومصلحة أصلا فهو عبث. ولقد رد ابن تيمية هذا القول على القائل به، وأبطله وأفسده(2)، ووافق الامامية في قولهم الحق بذلك.
ومنها أنه يلزمهم تجويز آن يصدق الله الكذاب، ويظهر المعجز على يده، ويجوز أن يظهر المعجز للاضلال، ويبعث نبيا يدعو إلى الكفر والضلال، وأن يعذب الله المطيعين له، ويثيب العاصين: ويلزمهم أيضا إفحام الأنبياء وانقطاع حجتهم بمجادلة المبطلين؛ ويلزمهم كليف ما لا يطاق، بل يلزمهم أن تكون التكاليف كلها تكليف بما لا يطاق. كل ذلك لازم لهم من أجل أقوالهم الفاسدة.
وقد التزم شيخهم ورئيسهم فخر الدين الرازي ببعض ذلك في كتابه
صفحہ 61