سبحانه قادر لذاته، وعالم لذاته، وحى لذاته، مثل ما أنه موجود لذاته، وباقي لذاته، وقديم لذاته، وواجب الوجود لذاته.
ومنها أنه يلزمهم الجبر الباطل المذموم في صريح العقول وصحيح المعلوم! وذلك من أجل قولهم: إن الله هو الموجد لما يصدر من العباد من جميع الأفعال الحسنة والقبيحة، والطاعة والمعصية، وأنه الخالق لذلك كله، والمؤثر فيه بقدرته وإرادته ومشيته(1)، وليس لقدرة العبد وإرادته ومشيته(2) في ذلك تأثير البتة.
وقد اعترف ابن تيمية بلزوم (هذا لمن قال بذلك، وذكر)(3) ذلك في كتابه هذا الذي وسمه ب(منهاج السنة)، فقال: ""ولكن ليس هذا قول من ينكر الأسباب والقوى التي في الأجسام، وينكر تأثير القدرة التي للعبد التي يكون بها القعل و يقول: إنه لا أثر لقدرة العبد أصلا في فعله، كما يقول ذلك جهم وأتباعه، والأشعري ومن وافقه.
و ليس قول هؤلاء قول أئتة أهل السنة ولا جمهورهم، بل أصل هذا القول هو قول جهم بن صفوان"(4) .
وقال ابن تيمية بعد كلام له كثير: ""ولكن هذه الشناعات لزمت من لا يفرق بين فعل الرب ومفعوله، ويقول مع ذلك: إن أفعال العباد فعل لله،. كما يقول
صفحہ 60