69

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه

تحقیق کنندہ

-

ناشر

مكتبة دار القلم والكتاب،الرياض

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤١٦هـ/ ١٩٩٦م

پبلشر کا مقام

المملكة العربية السعودية

اصناف

وكذلك احتج به ابن خزيمة في كتابه التوحيد حيث قال:"باب ذكر الأخبار المصرحة عن النبي ﷺ أنه قال إنما يخرج من النار من كان في قلبه في الدنيا إيمان دون من لم يكن في قلبه في الدنيا إيمان ممن كان يقر بلسانه بالتوحيد خاليًا من الإيمان مع البيان الواضح أن الناس يتفاضلون في إيمان القلب، ضد قول من زعم من غالية المرجئة أن الإيمان لا يكون في القلب، وخلاف قول من زعم من غير المرجئة أن الناس إنما يتفاضلون في إيمان الجوارح الذي هو كسب الأبدان فإنهم زعموا أنهم متساوون في إيمان القلب الذي هو التصديق وإيمان اللسان الذي هو الإقرار ... "١. ثم أورد بعض الأحاديث في الباب، منها حديث أنس بن مالك ﵁. وقال البيهقي بعد أن ذكر الحديث وغيره محتجًا بها على زيادة الإيمان ونقصانه:"والأحاديث في ... أن الإيمان يزيد وينقص سوى ما ذكرنا كثيرة"٢. وقال أبو حامد الغزالي"وقد ظهر أن ما قاله السلف من زيادة الإيمان ونقصانه حق، وكيف لا وفي الأخبار"أنه يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان"وفي بعض المواضع في خبر آخر"مثقال دينار"فأي معنى لاختلاف مقاديره إن كان ما في القلب لا يتفاوت"٣. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:" ... وأما الصحابة وأهل السنة والحديث فقالوا: إنه يزيد وينقص، كما قال النبي ﷺ:"يخرج من النار

١ التوحيد (ص ٢٩٣، ٢٩٤) . ٢ الاعتقاد (ص ١١٩) . ٣ الاحياء (١/٢١٣) .

1 / 78