على الأجياد. وبينما أنا كالنهار الماتع «١» طاب أبرداه «٢»، إذ ترانى كالسيف القاطع خشن حدّاه. ولكل أقوام أقوال، ولكل مجال أبطال نزال. وسيكون نظرى بمشيئة الله الدائم ونظرهم لمحة، وريحى فى هذه الدولة المنصورة عادية «٣» وريحهم فيها نفحة. وهأنا مقيم تحت كنف إنعامها، راج وابل إكرامها من هاطل غمامها، منتظر لعدوّى وعدوّها أنكأ سهامها من وبيل انتقامها».
وأما شعره فقد كانت تبدو عليه الصنعة. ويشيع فيه التكلّف. وكان مقلا، محدود الغرض، ضيق المجال. ومن قوله فى تصوير نفسه:
ضدّان عندى قصرا همّتى ... وجه حيىّ ولسان وقاح «٤»
إن رمت أمرا خاننى ذو الحيا ... ومقولى يطمعنى فى النجاح
فأنثنى فى حيرة منهما ... لى مخلب ماض وما من جناح
شبه جبان فرّ من معرك ... خوفا وفى يمناه عضب الكفاح
ومن قوله فى المدح:
إذا أوجفت منك الخيول لغارة ... فلا مانع إلا الذى منع العهد
نزلت بأنطاكيّة غير حافل ... بقلّة جند إذ جميع الورى جند
فكم أهيف «٥» حازته هيف رماحكم ... وكم ناهد أودى بها فرس نهد «٦»
لئن حلّ فيها ثعلب الغدر لاون ... فسحقا له قد جاءه الأسد الورد
وكان قد اغتر اللعين بلينكم ... وأعظم نار حيث لا لهب يبدو
1 / 19