ـ[إنباه الرواة على أنباه النحاة]ـ
المؤلف: جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى: ٦٤٦هـ)
الناشر: المكتبة العنصرية، بيروت
الطبعة: الأولى، ١٤٢٤ هـ
عدد الأجزاء: ٤
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم]
نامعلوم صفحہ
الجزء الأول
[مقدمات التحقيق]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*
تصدير
عنى كثير من علماء المسلمين وأدبائهم بجمع كثير من الحقائق المبعثرة فى بطون الكتب، أو التى تلقوها بالرواية والسماع، أو خبروها بأنفسهم. ثم نسقوا هذه الحقائق، ونظموا كل طائفة متشاكلة منها فى سلك واحد؛ فدوّنوا السير وتراجم العلماء والحكماء والأطباء والأدباء ورواة الحديث والقرّاء والفقهاء والنحاة. ووصفوا البلدان والأقطار التى ارتادوها، أو قرءوا عنها أو سمعوا بها؛ كما وصفوا الحيوان والنبات؛ فكان من وراء ذلك كله طائفة كبيرة من كتب السير والطبقات والمعاجم المنوّعة والموسوعات الجامعة فى شتى نواحى العلم؛ حتى أصبحت اللغة العربية من أغنى لغات العالم كلها بمثل هذه الكتب؛ إن لم تكن أغناها. ومع ذلك لم يكن العرب هم أوّل من استحدثها؛ إذ أنهم لم يأخذوا فى مثل هذا التدوين إلا منذ القرن الثانى للهجرة (الثامن الميلادى) عندما وضع أبو بكر بن إسحاق سيرة النبىّ الهاشمىّ- ﵊، ثم اعتمد عليه ابن هشام المتوفى سنة ٢١٣ هـ. ثم جاء ابن سعد وابن سلّام فألف كل منهما طبقاته، وتتابع ظهور أمثال هذه الكتب، وتعدّدت مناحيها وموضوعاتها. وفى القرن السابع زادت وكثرت على الرغم مما حل فيه بالحضارة الإسلامية والثقافة العربية من نكبات؛ فصار لدينا كتب متعدّدة عن كل عظيم نابه، وكل فئة خاصة أو طبقة معينة من العلماء والأدباء فى مختلف القرون أو فى قرن بعينه. وإنّ نظرة واحدة إلى فهارس المكتبات العربية لتقنعنا بالكثرة الوافرة من الكتب التى وضعها العرب فى هذه الناحية من التأليف.
1 / 5
وقد كان لهذه السير والتراجم والطبقات قيمتها للعلم والأدب والتاريخ؛ إذ يسرت للباحث والعالم والمؤرّخ الوصول إلى كثير من الحقائق التى يقوم عليها بحثه، وبيّنت للعالم مدى إقبال المسلمين وكتّاب العربية فى مختلف العصور على البحث والتدوين، وما عانوا فيه من مشقة وجهد علمىّ مشكور؛ كما بينت للخلف مقدار ما تركه له أسلافه من ثروة ثقافية ضخمة يفخر بها كما يفخر كل محب للعلم والبحث.
ومما يؤسف له كل الأسف أن الشطر الأعظم من هذه الثروة العلمية الضخمة قد ضاع فى تلك النكبات التى حلت بالعالم الإسلامى من غزوات متكررة وحروب وثورات ومجاعات وحرائق وسرقات وجهل الحكام وطمع الطامعين.
وإنى لأرجو من الله أن تتاح لنا أو لغيرنا الفرصة لجمع كل أسماء الكتب العربية الموجودة والضائعة التى أشار إليها المؤلفون فيما وصل إلينا من كتبهم، وتنسيقها فى ثبت شامل يكون مرجعا للباحثين وهاديا لهم؛ فلعل التوفيق يوافى طائفة منهم بالعثور على بعضها والاستفادة منها.
ومما يذكر أن القدامى فى الزمن السالف قد درجوا على محو ما لديهم من بعض الكتب ليستغلوا رقوقها فى كتابة تأليف جديد من عندهم، أو تدوين مذكرات خاصة بهم، وقد تكررت هذه العملية مرات؛ لأن قراطيس البردى والرقوق كانت غالية الثمن على الكثيرين.
وإذ قد توصل العلم الحديث إلى إستعادة هذه الكتابة الممحوّة مما تركته وراءها من آثار فى البردىّ أو فى الرقوق، فقد استطاع العلماء الأوربيون الحصول على نسخ من مؤلفات قيمة ظنوا أنها ضاعت، ولا سبيل إلى العثور عليها. ففى المتحف البريطانى مثلا مخطوطات سريانية أخذت من أديار وادى النطرون؛ منها مخطوط ألفه ساويرس الأنطاكى فى القرن التاسع الميلادى كان مكتوبا عليه إلياذة
1 / 6
هو ميروس وإنجيل لوقا، وعلى أوراق كان عليها هندسة إقليدس مكتوبة فى القرنين السابع والثامن. وقد تكون ثمة كتب عربية كثيرة قد أصابها مثل ذلك فمحيت وكتب عليها غيرها أحدث منها وأقل قيمة.
ومهما يكن من الأمر فمن الخير للعلم والإنسانية أن يضاعف العاملون منا جهودهم فى جمع المتفرّق من التراث الثقافىّ العربىّ من مظانه، ونشر القيم منه، وهو كثير حافل، وما لم ينشر منه إلى اليوم لا يزال كثيرا.
فمثلا جمال الدين أبو الحسن على القفطىّ المصرى وزير الأيوبيين فى حلب، المتوفى سنة ٦٤٦ قد خلف لنا قرابة الثلاثين كتابا ضاع أكثرها، ولم يصل الينا منها سوى كتاب واحد كامل، ومختصران له اختصرهما غيره «١»، ومختصر لكتاب «٢» آخر، وقطعة «٣» من كتاب ثالث.
والكتاب الكامل هو الذى بين يدى القارئ الجزء الأوّل منه، وهو يشمل الكثيرين من علماء النحو واللغة وغيرهم، منهم من سبق لنا معرفتهم ومنهم من لم نعرف.
ولما كان الأستاذ محمد أبو الفضل إبراهيم قد توفر سنين طويلة على دراسة هذا الكتاب، وكان حضرته قد تمرّس بنشر الكتب وتحقيقها من قبل،
1 / 7
انتهزنا هذه الفرصة وعهدنا إليه بمراجعة هذا الكتاب وإعادة تحقيقه، وإعداده للنشر، فقام بذلك بهمة ملحوظة وأمانة مشكورة، باذلا فيه غاية الجهد، وكان نصيبه التوفيق.
هذا وسيظهر الكتاب في أربعة أجزاء، يشمل آخرها الفهارس المنوّعة التي دأبنا على العناية بها تسهيلا للباحث وتوفيرا لوقته؛ فلا يخفى أنّ كتابا مثل هذا يفقد جزءا كبيرا من فائدته المرجوّة إذا ظهر خلوا من الفهارس.
هذا، وأرجو من كل باحث يعنى بهذا الكتاب أن يتفضل مشكورا ويبعث إلينا بما قد يعنّ له من ملاحظات على هذه الطبعة لنستدركه في الطبعة التالية إن شاء الله؛ فكلنا يسعى إلى الاقتراب من المثل الأعلى في كل ما يعمل.
أيدنا الله بعون من عنده حتى نضاعف جهودنا في سبيل الثقافة العربية، ونحقق بعض ما نصبو إليه من خير لها. والله ولي التوفيق
1 / 8
مقدّمة المحقق
(١) ترجمة المؤلف [١]
حياته:
قفط بلدة بالصعيد الأعلى بمديرية قنا، تبعد قليلا عن الشاطئ الشرقى للنيل، شمالى قوص. وكانت معروفة فى التاريخ المصرى القديم، ودار حولها كثير من القصص والأساطير. ولما كان الفتح الإسلامىّ وارتبطت مصر ببلاد العرب ارتباطا وثيقا صار لها شأن خاص، وأصبحت ممرّا للتجار والرّحالين والحجاج، فى طريقهم ذاهبين إلى عيذاب وجدّة فبلاد العرب والهند، أو عائدين من هذه البلاد إلى مصر والمغرب وبلاد الأندلس. فأثرى أهلها، وحفلت أسواقها، واستفاض العمران بها، واجتذبت إليها كثيرا من العلماء ممن كان يذهب إلى مكة للحج أو يعود. وأقيمت بها حلقات الدروس، وامتلأت مساجدها ونواديها بأفضل العلماء، وجهابذة الأدباء، ونشطت فيها الحركة العلمية؛ كما نشطت فى قنا وقوص وأدفو وأسوان وغيرها من بلاد الصعيد.
_________
[١]. مصادر الترجمة:
إعلام النبلاء ٤: ٤١٤ - ٤٢٦ بغية الوعاة ٣٥٨ تاريخ علم الفلك عند العرب لنلينو ٥٠ - ٦٤ حسن المحاضرة ١: ٢٣٨ شذرات الذهب ٥: ٢٣٦ الطالع السعيد ٢٣٧ - ٢٣٨ عيون التواريخ (مخطوط) وفيات سنة ٦٤٦ فوات الوفيات ٢: ١٢١ معجم الأدباء ١٥: ١٧٥ - ٢٠٤ معجم البلدان ٣: ٥٥ - ٥٦.
1 / 9
فى هذه البلدة ولد الصاحب جمال الدين أبو الحسن على بن يوسف بن إبراهيم ابن عبد الواحد الشيبانىّ، ونسب إليها، وصار يعرف بالقفطىّ فيما بعد، ويلقب بالقاضى الأكرم.
وكان مولده فى أحد ربيعى سنة ٥٦٨ على ما ذكر أخوه إبراهيم مؤيد الدين «١»، وقضى بها شطرا من طفولته، ثم ذهب إلى القاهرة، وتعلم بمدارسها، وأخذ عن شيوخها وعلمائها، ثم عاد إليها فى ربيع شبابه، وقضى بها حقبة من الزمن، نهل من موارد العلم، وقبس من ضياء المعرفة، وتخرّج على من كان بها من العلماء.
وهو عربىّ صريح النسب، كريم النبعة، ينتمى قومه إلى شيبان. وقد نزحوا من الكوفة مع القبائل العربية التى توافدت على مصر بعد الفتح أرسالا، وهاجر إليها أفرادها جماعات، ثم انتشروا فى شمال الوادى وجنوبه، وطاب لهم العيش، وامتدّت بهم أسباب الحياة.
وأبوه يوسف بن إبراهيم الملقب بالقاضى الأشرف. كان كاتبا ناصع البيان، متصرفا فى ضروب الإنشاء، حسن الترسل، مليح الخط. ولد بقفط سنة ٥٤٨، وقضى بها صدرا من حياته، نابه الذكر، مرعىّ المكانة، سامى الرتبة. ولما نشبت الفتنة «٢» بها، وأعلن أهلها خروجهم على السلطان صلاح الدين الأيوبىّ نزح عن البلاد
1 / 10
طلبا للعافية، وإيثارا للسلامة. ثم ذهب إلى القاهرة، واتصل بالملوك الأيوبيين، فأنزلوه منزلة كريمة، وولوه أعمالا بالصعيد ثم بلبيس وبيت المقدس، وناب عن القاضى الفاضل بحضرة صلاح الدين. ولما ملك العادل الشام لم تطب للقاضى الأشرف الإقامة ببيت المقدس، وغادرها إلى حرّان. وهناك استوزره الملك الأشرف موسى بن العادل، ثم استأذنه فى الحج فأذن له على أن يعود؛ ولكنه امتنع من العود، وذهب إلى اليمن، فاستوزره أتابك سنقر، وأقام فى الوزارة زمنا؛ ثم بدا له أن ينقطع عن خدمة الملوك، فذهب إلى ذى جبلة «١»، وآثر العزلة عن الناس، والإخلاد إلى الوحدة. فأقام بها منفردا بنفسه، بعيدا عن الخاصة والعامّة إلى أن توفى سنة ٦٢٤.
وكانت القاهرة حين وفد القفطىّ إليها معمورة بالمدارس، مأهولة بالعلماء، زاخرة بالكتب، فأخلى ذرعه للدرس، وقصر نفسه على العلم، وأحاط منه بقدر صالح كبير. ولقى كثيرا من العلماء وأخذ عنهم؛ وكان ممن لقيه محمد بن محمد بن بنان الأنبارىّ، وكان شيخا فاضلا عالما، تصدّر للإقراء، فلزمه وأخذ عنه سماعاته، وأجازه فى رواياته، وسمع منه كتاب الصّحاح للجوهرىّ.
وترامت إليه أخبار أبى طاهر السّلفىّ نزيل الإسكندرية وعالمها فى ذلك الحين، فارتحل إليه، وانتظم فى حلقة الطلاب الذين وفدوا عليه من أطراف البلاد، وكان صغيرا فى ذلك الحين؛ إلا أنه أفاد منه، وتحدّث عنه فى كتاب الإنباه.
ثم عاوده الحنين إلى وطنه، واشتاق إلى ملاعب طفولته، ومنبت أهله وعشيرته، فسافر إلى قفط، وكان قد اكتمل عقله، وأوفى على الغاية استعداده.
وهناك خالط علماءها، وناظر أدباءها، والتقى بصالح بن عادى العذرىّ نزيلها.
1 / 11
وكان ابن عادى ممن حذق النحو، وتقصّى مسائله، وجمع أشتاته، وأحاط بأصوله وفروعه، ونقّب عن مقيسه وشاذه. فلزمه واستفاد منه، وحمل عنه علما كثيرا.
ثم عاد إلى القاهرة ليقضى بها مدة قصيرة ويرحل عنها فلا يعود. ففى سنة ٥٩١ سافر أبوه إلى بيت المقدس واليا عليها من قبل الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين، فصحبه فى سفره، ونزل معه ببيت المقدس، وطاب له المقام فيها زمانا؛ وهناك عايش أهلها، ولابس رجالها، ولقى عندهم جوارا كريما، ومنزلا طيبا، ولقوا منه رجلا محمود الصحبة، جميل العشرة، لطيف الطبع، أديبا بارعا عذب الموارد، وعالما فاضلا جمّ الفوائد، يتجمّل بالخلق الكريم، والطبع السرىّ النبيل، فأحبهم وأحبوه، واطمأنّ إليهم واطمأنوا إليه. ثم رغبوا إليه فى أن يتولى شيئا من أمور الملك فأبى عليهم، وآثر أندية العلم، ومجامع الأدب والفضل، وزهد فى مجالس الحكم وديوان السلطان.
وعصفت ببيت المقدس أقدار، وتقلبت عليها أهوال، وانتهت إلى أن دخلت فى حوزة الملك العادل ووزيره ابن شكر. ولم يكن أبوه القاضى الأشرف من شيعة العادل، ولا ممن يوادّون ابن شكر، فتوجس منهما خيفة، وخرج منها بليل، وذهب إلى حرّان. وعندئذ تعذّر على القفطى المقام بعد أبيه، ونبا به المنزل، فترك بيت المقدس، وقصد إلى حلب مع من قصد إليها.
وكان السلطان صلاح الدين قد أعطى ولاية حلب لابنه الملك غازى المعروف بالظاهر «١» فى حياته، ثم ظلت فى حكمه بعد وفاة أبيه، وتوارثها أولاده من بعده،
1 / 12
فكانت بعيدة عن الفتن التى شجرت بين خلفاء صلاح الدين، والحال فيها خير من الحال فى مصر والعراق وبقية بلاد الشام؛ فازدهرت فيها الآداب، وأينعت العلوم، ورحل إليها العلماء؛ ممّا طابت له نفس القفطىّ، ووافق هواه، ووجد المكان الذى يطمئن له العيش فيه.
وفى صدر أيامه بحلب كان مصاحبا لميمون القصرىّ صديق أبيه، ورفيقه فى الرحلة إلى حلب، وأحد الولاة الذين صار لهم نصيب من السلطان. فلازمه على سبيل الصداقة والمودّة، لا على سبيل العمل والخدمة. وفى هذه المدّة اجتمع بجماعة من العلماء المقيمين بحلب والواردين عليها، واستفاد بمحاضرتهم، وفقه بمناظرتهم. ثم جدّ فى شراء الكتب وسعى فى اقتنائها وجلبها، واستطارت شهرته بذلك فى الآفاق، وتوافد عليه الورّاقون والناسخون وباعة الكتب، كما توافد عليه العلماء والشعراء وذوو الفضل. وكان ممّن وفد إليه فى ذلك الحين ياقوت ابن عبد الله الحموىّ صاحب معجم الأدباء. فآواه إلى ظله، وأنزله فى داره، وأفرد له مكانا من مجلسه. وعرف فيه ياقوت الفضل والعلم؛ فأذاع بفضله فى كل محفل، وروى عنه فيما صنف من الكتب، وأهدى إلى خزانته كتابه معجم البلدان.
وبينما كان القفطىّ مطمئنا إلى هذه الحياة الهادئة الخصيبة، يجالس العلماء، ويأخذ عنهم ويأخذون عنه، ويقتنى الكتب ويقرؤها ويستوعب ما فيها، ويحصّل العلوم ويؤلف فى شتى نواحيها؛ وإذا بميمون القصرىّ يموت وزيره فيلزمه أن يحل مكانه؛ فيقبل على كره، وفى ذلك يقول ياقوت «١»:
«ألزمه ميمون القصرىّ خدمته، والاتّسام بكتابته، ففعل ذلك على مضض واستحياء، ودبّر أموره أحسن تدبير، وساس جنده أحسن سياسة، وفرغ بال
1 / 13
ميمون من كل ما يشغل به بال الأمراء، وأقطع الأجناد إقطاعات رضوا بها، وانصرفوا شاكرين له، لم يعرف عنه- منذ تولى أمره إلى أن مات ميمون القصرىّ- جندىّ اشتكى أو تألم. وكان وجيها عند ميمون المذكور، يحترمه ويعظم شأنه، ويتبرك بآرائه إلى أن مات ميمون سنة ٦١٠».
وعندئذ عاد إلى منزله، والتزم العزلة أكثر من عام، يطالع وينسخ ويستفيد.
ولكنه ألزم بالخدمة مرّة أخرى، فظل متوليا أمور الديوان حتى مات الملك غازى سنة ٦١٣، وتولى الملك ابنه العزيز «١»، فعاد إلى داره، ومكث ملتزما الخلوة والبعد عن السلطان. وشهاب الدين طغريل وزير العزيز يجرى عليه رزقا يستعين به على الانقطاع والخلوة، إلى أن كانت سنة ٦١٦؛ حيث ألزمه الأمير تولى أمور الديوان، فلم يجد من قبول ذلك بدّا.
وطالت أيامه فى هذه المدّة؛ فإنه ظل من سنة ٦١٦ إلى سنة ٦٢٨، يسوس الأمور أحسن سياسة، وينصح للأمير، ويرعى مصالح الرعية. روى عنه ياقوت: «أنه مر فى طريقه بصعلوك شكا إليه أنه قد اتهم بسرقة الملح، وأخذت دابته، ثم طولب بجباية. فلم يكد يستمع إلى شكواه حتى ذهب إلى شهاب الدين طغريل، وقال له: أيها الأمير، روى عن النبىّ ﷺ أنه قال:
ثلاثة أشياء مباحة، الناس مشتركون فيها: الكلأ والماء والملح، وقد جرى كيت وكيت، ولا يليق بمثلك وأنت عامّة وقتك جالس على مصلّاك أن تكون مثل هذه الأشياء فى بلدك!».
1 / 14
«فقال: اكتب الساعة إلى جميع النواحى برفع الجبايات ومحو اسمها، وأمر الولاة أن يعملوا بكتاب الله وسنة رسوله. ومن وجب فيه حدّ من الحدود الشرعية يقام فيه على الفور، ولا يلتمس منه شئ آخر، ومر الساعة بإراقة كل خمر فى المدينة، ورفع ضمانها، واكتب إلى جميع النواحى التى تحت حكمى بمثل ذلك، وأوعد من يخالف ذلك عقوبتنا فى الدنيا عاجلا، وعقوبة الخالق فى الآخرة آجلا». قال القفطىّ:
«فخرجت وجلست فى الديوان، وكتبت بيدى- ولم أستعن بأحد من الكتاب فى شىء من ذلك- ثلاثة عشر كتابا إلى ولاة الأطراف».
ولا تكتب بكفّك غير شىء ... يسرّك فى القيامة أن تراه
وكأنه رأى أن طول هذه المدّة قد أقصاه عن المطالعة، وصرفه عن التأليف، وحال بينه وبين الانقطاع إلى مدارس العلم، فأعفى نفسه من تكاليف السلطان، وخلع عن عنقه ربقة الإمارة، و«انقطع «١» فى داره مستريحا من معاناة الديوان، مجتمع الخاطر- على شأنه- للمطالعة والفكرة وتأليف الكتب، منقبضا عن الناس، محبا للتفرّد والخلوة، لا يكاد يظهر لمخلوق».
ولكن الملك العزيز حينما جاوز حداثته، واستقل بالملك وحده لم يلبث أن دعاه إليه، واتخذه وزيره، وألقى إليه زمام أموره؛ مطمئنا إلى نفاذ بصيرته، وأصالة رأيه. فأصفى له النصح، واجتهد فى المشورة، وتوخى مناهج الرشد، والتزم القصد والسداد.
ومات العزيز وتولى بعده ابنه الناصر «٢»، لم تجاوز سنه سبع سنوات، فاستمرّ
1 / 15
القفطىّ فى تدبير المملكة، وفيا بالعهد، قائما بمصالح الملك، بعيد الصيت، مرعىّ الجانب، إلى أن توفّى سنة ٦٤٦، ودفن بالمقام بحلب.
علمه وثقافته:
كان القفطىّ أديبا جيدّ الملكة، وافر المحفوظ، عالما طويل الباع، واسع الاطلاع، غزير المادّة واضح القصد، مصنفا سديد المنهج جامعا لأشتات الفوائد، ومنثور المسائل؛ جال فى كل فنّ، وشارك فى كل ناحية من نواحى المعرفة. قال ياقوت: «اجتمعت «١» بخدمته فى حلب، فوجدته جمّ الفضل، كثير النبل، عظيم القدر، سمح الكف، طلق الوجه، حلو البشاشة. وكنت ألازم منزله ويحضر أهل الفضل وأرباب العلم، فما رأيت أحدا فاتحه فى فنّ من فنون العلم، كالنحو واللغة والفقه والحديث وعلم القرآن والأصول والمنطق والرياضة والنجوم والهندسة والتاريخ والجرح والتعديل وجميع فنون العلم على الإطلاق، إلّا قام به أحسن قيام، وانتظم فى وسط عقدهم أحسن انتظام».
وقد تضافرت ظروف نشأته وحياته، وتعدّد أسفاره ورحلاته، واتصاله بشيوخه فى حلقات الدرس، ومناظرته للعلماء والأدباء فى مجالس الأدب والعلم، وعمله فى ديوان الإنشاء، وقراءته الموصولة فى الكتب والأسفار على تكوين ذوقه الأدبىّ، وتمكينه من المعرفة الشاملة، وذلك المحصول الوافر.
كانت أمه بدوية من عرب قضاعة، فصيحة مطبوعة تحفظ الشعر وترويه، وكان أبوه على ما عرفناه كاتبا، من كتّاب ديوان الإنشاء، فنشأ أديبا صافى الديباجة فتيق اللسان حرّ البيان.
وكانت القاهرة حينما ارتحل إليها منهلا للعلم والمعرفة، وموردا للفنون والآداب، حافلة بالعلماء، وقبلة للشعراء والأدباء، ودور الكتب ميسّرة لكل
1 / 16
دارس، ومعاهدها مفتوحة لكل وافد، والملوك الأيوبيون من وراء ذلك يشيدون المدارس، ويعقدون المناظرات، ويشجعون الدارسين، ويرفدون العلماء بالهبات والأعطيات. فتهيأ له من كل ذلك دراسة كاملة، ومعرفة شاملة؛ درس القرآن، وتلقى الحديث، وحذق النحو، وحفظ اللغة، ووعى التاريخ، وأحاط بقسط وافر من الفلسفة والحكمة وعلم الكلام.
ثم كانت المحاضرات التى عقدت بمجلسه فى حلب، والأحاديث التى دارت حول المعقول والمنقول فى مسائل العلوم، والتحدّث بالغرائب والطرائف. وكتبه التى عكف عليها فى داره، فاستجلى غوامضها، واستلهم أسرارها، واستقصى ما فيها استقصاء الدارس الحصيف، ونقدها نقد الصيرفىّ الخبير.
من هذه المنابع الصافية تكوّنت ثقافته، وتلاقت معارفه، وانسجمت أفكاره وخواطره، وتألفت منها تلك الكنوز التى نثر منها فى مجالسه الخاصة، وأودعها كتبه المتنوّعة.
أدبه:
وكان القفطىّ صاحب نثر وشعر؛ أما النثر فقد تخرّج فيه على أبيه، وتمرّس به فى ديوان الإنشاء، وأثر عنه كثير من الرسائل، وجرى قلمه بشىء منه فى كتاب الإنباه. وقد اعتنق طريقة القاضى الفاضل، وسار على نهجه؛ من تنميق اللفظ والاحتفال بالسجع، والقصد إلى التورية والجناس، والاستشهاد بالنظم فى أثناء المنثور؛ سواء فى ذلك رسائله الإخوانية أو الديوانية، أو ما سال به قلمه فى بعض التراجم.
ومن رسائله التى أوردها ياقوت «١»:
«وأما سؤاله عن سبب التأخر والتجمّع، والتوقّف عن التطاول فى طلب الرياسة والتوسّع، والتعجب من التزامى قعر البيت، وارتضائى بعد السبق
1 / 17
بأن أكون السّكيت «١»، فلا تنسبّنى فى ذلك إلى تقصير، وكيف ولسانى فى الّلسن غير ألكن وبنانى فى البيان غير قصير! ولقد أعددت للرياسة أسبابها، ولبست لكفاح أهلها جلبابها، وملكت من موادّها نصابها، وضاربت أضرابها، وباريتهم فى ميدان الفضائل، فكنت السابق وكانوا الفساكل «٢». وظننت أنى قد حللت من الدولة أمكن مكانها، وأصبحت إنسان عينها وعين إنسانها، إذا الظنون مخلفة، وشفار العيون إلى الأعداء مرهفة، والفرقة المظنونة بالإنصاف غير منصفة، وصار ما اعتقدته من أسباب التقريب مبعدا، ومن اعتقدته لى مساعدا غدا علىّ مسعدا «٣»، ومن أعددته لمرادى موردا أصبح لمثالبى موردا. وجست مقاصد المراشد فوجدتها بهم مقفلة، ومتى أظهرت فضيلة اعتمدوا فيها تعطيل المشبهة وشبه المعطّلة «٤»».
«وإذا ركبت أشهب النهار لنيل مرام، ركبوا أدهم الليل لنقض ذلك الإبرام، وإن سمعوا منى قولا أذاعوا، وإن لم يسمعوا اختلقوا من الكذب ما استطاعوا. وقد صرت كالمقيم وسط أفاع لا يأمن لسعها، وكالمجاور لنار يتّقى شرها ويستكفى لذعها. والله المسئول توسيع الأمور إذا ضاقت مسالكها، وهو المرجوّ لإصلاح قلوب الملوك على مماليكهم؛ إذ هو رب الملكة ومالكها. وهأنا جاثم جثوم الليث فى عرينه، وكامن كمون الكمىّ فى كمينه. وأعظم كانت النار لهبا إذا قلّ دخانها، وأشدّ ما كانت السفن جريا إذا سكن سكّانها «٥» والجياد تراض ليوم السباق، والسهام تكنّ فى كائنها لإصابة الأحداق، والسيوف لا تنتضى من الأغماد إلا ساعة الجلاد، واللآلئ لا تظهر من الأسفاط «٦» إلا للتعليق
1 / 18
على الأجياد. وبينما أنا كالنهار الماتع «١» طاب أبرداه «٢»، إذ ترانى كالسيف القاطع خشن حدّاه. ولكل أقوام أقوال، ولكل مجال أبطال نزال. وسيكون نظرى بمشيئة الله الدائم ونظرهم لمحة، وريحى فى هذه الدولة المنصورة عادية «٣» وريحهم فيها نفحة. وهأنا مقيم تحت كنف إنعامها، راج وابل إكرامها من هاطل غمامها، منتظر لعدوّى وعدوّها أنكأ سهامها من وبيل انتقامها».
وأما شعره فقد كانت تبدو عليه الصنعة. ويشيع فيه التكلّف. وكان مقلا، محدود الغرض، ضيق المجال. ومن قوله فى تصوير نفسه:
ضدّان عندى قصرا همّتى ... وجه حيىّ ولسان وقاح «٤»
إن رمت أمرا خاننى ذو الحيا ... ومقولى يطمعنى فى النجاح
فأنثنى فى حيرة منهما ... لى مخلب ماض وما من جناح
شبه جبان فرّ من معرك ... خوفا وفى يمناه عضب الكفاح
ومن قوله فى المدح:
إذا أوجفت منك الخيول لغارة ... فلا مانع إلا الذى منع العهد
نزلت بأنطاكيّة غير حافل ... بقلّة جند إذ جميع الورى جند
فكم أهيف «٥» حازته هيف رماحكم ... وكم ناهد أودى بها فرس نهد «٦»
لئن حلّ فيها ثعلب الغدر لاون ... فسحقا له قد جاءه الأسد الورد
وكان قد اغتر اللعين بلينكم ... وأعظم نار حيث لا لهب يبدو
1 / 19
جنى النحل مغترا وفى النحل آية ... فطورا له سم وطورا له شهد
تمدّك أجناد الملوك تقرّبا ... وجند السخين العين جزر ولا مدّ
ومن قوله فى الغزل:
تبدّت فهذا البدر من كلف بها ... - وحقك- مثلى فى دجى الليل حائر
وماست فشق الغصن غيظا ثيابه ... ألست ترى أوراقه تتناثر
غرامه بالكتب:
وقد أغرم القفطى بالكتب إغراما شديدا، ونافس فى اقتنائها، وبذل النفيس فى شرائها، وأنفق وقته فى حفظها وترتيبها، وأصبحت داره فى حلب قبلة الورّاقين، ومقصد النساخين. يجلبون له الكتب والأسفار. وهو يضاعف لهم الثمن، ويجزل العطاء. وله فى تلك البابة أعاجيب.
قال ابن شاكر «١»: «جمع من الكتب ما لا يوصف، وقصد بها من الآفاق، وكان لا يحب من الدنيا سواها، ولم تكن له دار ولا زوجة، وأوصى بكتبه للناصر صاحب حلب، وكانت تساوى خمسين ألف دينار».
وروى أنه اقتنى نسخة من كتاب الأنساب للسمعانىّ حرّرت بيد المؤلف؛ إلا أن فيها نقصا. وبعد الاطّلاب المديد والافتقاد الطويل حصل على الناقص، إلا أوراقا بلغه أن قلانسيا قد استعملها قوالب لقلانسه فضاعت، فتأسف غاية الأسف على هذا الضياع؛ حتى كاد يمرض، وامتنع أياما عن خدمة الأمير فى قصره. فصار عدّة من الأفاضل والأعيان يزورونه تعزية له، كأنه قد مات أحد أقار به المحبوبين.
وفى كتابه الإنباه نجده كثيرا ما يفخر بأنه اقتنى كتابا بخط مؤلف معروف، أو ناسخ مشهور، أو عثر على نسخة فريدة من كتاب لا توجد عند سواه.
1 / 20
وقد جمع مقدارا وافرا من التعليقات والفوائد والطرف التى تعوّد العلماء أن يضعوها على ظهور الكتب. ولما اجتمع له قدر صالح منها رأى أنها تستأهل أن تكون كتابا، فكان كتاب نهزة الخاطر ونزهة الناظر فى أحاسن ما نقل من ظهور الكتب.
مؤلفاته:
(١) إخبار العلماء بأخبار الحكماء. ذكره ابن أصيبعة فى عيون الأنباء (٢: ٨٧) واختصره محمد على بن الزورنىّ، وسماه المنتخبات الملتقطات من كتاب تاريخ الحكماء، ذكر ذلك صاحب كشف الظنون (٢: ٥٣٦ طبعة إستانبول سنة ١٣١١). طبع هذا المختصر فى ليبسك سنة ١٩٠٣، وبمطبعة السعادة بمصر سنة ١٣٢٦.
(٢) أخبار المتيمين. ذكره ياقوت فى معجم الأدباء. وأورده باسم الدرّ الثمين فى أخبار المتيمين، وابن شاكر فى عيون التواريخ وفوات الوفيات، وابن العماد الحنبلى فى شذرات الذهب.
(٣) أخبار المحمدين من الشعراء. منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم ٢٢١٧ تاريخ تيمور، مصوّرة عن نسخة بخزانة باريس. وأصل النسخة كتبت سنة ١١٥٦.
كانت بالأزهر، وقفها محمد بك الألفى على رواق الصعايدة. والموجود بها من أول الكتاب من ترجمة «محمد بن أحمد الرقى» إلى «محمد بن سعيد البغداذىّ»، وذكر كاتبه بآخره أن ذلك آخر ما وجد بخط المصنف. وكتب العلامة أحمد تيمور على ظهر النسخة: «ولا يدرى أكتب المصنف شيئا بعد ذلك أم ضاعت بقية النسخة؛ لأنه أحال فى مواضع على أسماء بعد هذا الحرف».
(٤) أخبار مصر من ابتدائها إلى أيام صلاح الدين. ذكره ياقوت والأدفوى فى الطالع السعيد، والسيوطى فى حسن المحاضرة وبغية الوعاة. وذكره
1 / 21
ابن شاكر أيضا وقال: إنه يقع فى ستة مجلدات. وسماه صاحب كشف الظنون تاريخ مصر. ونقل عنه صاحب النجوم الزاهرة فى مواضع كثيرة.
(٥) أخبار السلجوقية منذ ابتدائهم إلى نهايته. ذكره ياقوت وابن شاكر والسيوطى فى حسن المحاضرة. وذكره صاحب كشف الظنون وسماه تاريخ آل سلجوق.
(٦) أخبار المصنفين وما صنفوه. ذكره ياقوت والأدفوى وابن شاكر.
وسماه صاحب كشف الظنون الدرّ الثمين فى أسماء المصنفين.
(٧) أشعار اليزيدين. ذكره الأدفوىّ.
(٨) إصلاح خلل الصحاح. ذكره ياقوت والسيوطى فى بغية الوعاة، وابن العماد وصاحب كشف الظنون.
(٩) إنباه الرواة على أنباه النحاة. وسيأتى وصفه.
(١٠) الأنيق فى أخبار ابن رشيق. ذكره المؤلف فى كتاب الإنباه (١: ٣٠٣).
(١١) الإيناس فى أخبار آل مرداس. ذكره ياقوت وابن شاكر.
(١٢) تاريخ بنى بويه. ذكره الأدفوى والسيوطى فى حسن المحاضرة.
(١٣) تاريخ القفطى. ذكره صاحب كشف الظنون وقال: هو تاريخ كبير، رتبه على السنوات ولخصه تاج الدين أحمد بن عبد القادر بن مكتوم المتوفى سنة ٧٤٩. ويظهر أنه هو الكتاب المتقدّم ذكره باسم تاريخ مصر.
(١٤) تاريخ محمود بن سبكتكين وبنيه إلى حين انفصال الأمر عنهم. ذكره ياقوت وابن شاكر.
(١٥) تاريخ المغرب ومن تولاها من أتباع ابن تومرت. ذكره ياقوت وابن شاكر.
1 / 22
(١٦) تاريخ اليمن ذكره ياقوت والأدفوى وابن شاكر وصاحب كشف الظنون (١٧) الذيل على أنساب البلاذرىّ. ذكره فى ترجمته أخوه مؤيد الدين.
(١٨) الردّ على النصارى فى مجامعهم. ذكره ياقوت وابن شاكر.
(١٩) «شرح المفصل»، ذكره صاحب كشف الظنون ص ١٧٧٥.
(٢٠) كتاب الضاد والظاء. ذكره ياقوت وابن شاكر والسيوطى فى حسن المحاضرة وصاحب كشف الظنون.
(٢١) الكلام على صحيح البخارى. ذكره ياقوت وابن شاكر وابن العماد، وقالوا:
إنه لم يتم.
(٢٢) الكلام على الموطأ. ذكره ياقوت وابن شاكر، وقالا: إنه لم يتمّ.
(٢٣) المحلى فى استيعاب وجوه كلا. ذكره ياقوت وابن شاكر والسيوطى فى بغية الوعاة وصاحب كشف الظنون.
(٢٤) مشيخة تاج الدين الكندى. ذكره ياقوت وابن شاكر.
(٢٥) المفيد فى أخبار أبى سعيد. ذكره المؤلف فى ترجمة أبى سعيد السيرافىّ فى كتاب الإنباه (١: ٣١٤).
(٢٦) من ألوت الأيام إليه فرفعته، ثم ألوت عليه فوضعته. ذكره ياقوت وابن شاكر.
(٢٧) نهزة الخاطر ونزهة الناظر فى أحاسن ما نقل من ظهور الكتب. ذكره ياقوت وابن شاكر وابن العماد.
وهذه الكتب على كثرتها وعظيم خطرها وتنوّع موضوعاتها لم يصل إلينا منها إلا كتاب إنباه الرواة، ومختصر إخبار العلماء بأخبار الحكماء، وقطعة من أخبار المحمدين. أما بقيتها فقد أدركه الضياع، أو أنه مغمور فى دور الكتب لم تكشف عنه الأيام.
1 / 23