226

كل حين يبعث بها فنعيش بها الى قابل ، ولكني لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة ماله (1).

وكان لا يترك صلاته حتى لقاطعيه منهم ، وحتى ساعة الاحتضار ، فإنه حين دنا أجله وكان في سكرات الموت أمر بإجراء العطاء ، وأمر للحسن بن علي الأفطس (2) بسبعين دينارا فقيل له : أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة ليقتلك؟ فقال عليه السلام : ويحكم أما تقرءون : « والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب » (3). إن الله خلق الجنة فطيبها وطيب ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم (4).

هذه نفحات من هباته السرية ، وصلاته الخفية ، التي تمثل لك الرحمة والرأفة.

حلمه :

وكان التجاوز عليه يأتيه من القريب والبعيد ، فلا يقابله إلا بالصفح بل ربما قابله بالبر والإحسان.

وقد مر عليك شطر منه في العنوان الماضي وكثير في حياته السياسية في محنه وسيأتي في أبواب كثيرة ، ونحن نورد لك الآن بعض ما ينبيك عن هذا الخلق

صفحہ 229