206

الفرع السابع

إخبار أهل الجفر والحساب بأعيان الأئمة

* صلوات الله عليهم أجمعين

في الينابيع عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد علي بن أحمد البسطامي كان أعلم زمانه في علم الحروف : أما آدم عليه السلام فهو نبي مرسل خلقه الله تعالى بيده ونفخ فيه من روحه فأنزل عليه عشر صحائف ، وهو أول من تكلم في علم الحروف ، وله كتاب سفر الخفايا ، وهو أول كتاب كان في الدنيا في علم الحروف ، وذكر فيه أسرار غريبة وامور عجيبة ، وله كتاب الملكوت وهو ثاني كتاب كان في الدنيا في علم الحروف وصاحب الهيكل الأحمر قد أخذ من شيث عليه السلام كتاب الملكوت وكتاب السفر المستقيم ، وهو ثالث كتاب كان في الدنيا في علم الحروف عاش تسعمائة وثلاثين سنة شمسية.

عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال : خلق الله الأحرف وجعل لها سرا ، فلما خلق آدم عليه السلام بث فيه السر ولم يبثه في الملائكة ، فجرت الأحرف على لسان آدم بفنون الجريان وفنون اللغات ، وقد اطلع الله على أسرار أولاده وما يحدث بينهم إلى يوم القيامة ، ومن هذه الكتب تفرعت سائر العلوم الحرفية والأسرار العددية إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله.

ثم بعده ورث علم أسرار الحروف ابنه أغاناذيمون وهو نبي الله شيث عليه السلام ، وهو نبي مرسل أنزل الله عليه خمسين صحيفة ، وهو وصي آدم عليه السلام وولي عهده ، وهو الذي بنى الكعبة المعظمة بالطين والحجر ، وله سفر جليل الشأن في علم الحروف ، وهو رابع كتاب في الدنيا في علم الحروف ، وعاش تسعمائة سنة شمسية ، ثم ورث علم الحروف ابنه أنوش ، ثم ابنه قينا وإليه ينسب القلم القيناوي ، ثم ابنه مهلائيل ثم ابنه بارد ، وفي زمانه عبدت الأصنام ثم ابنه هرمس وهو نبي الله إدريس وهو نبي مرسل أنزل الله عليه ثلاثين صحيفة ، وإليه انتهت الرئاسة في العلوم الحرفية والأسرار الحكمية واللطائف العددية والإشارات الفلكية ، وقد ازدحم على بابه سائر الحكماء ، واقتبس من مشكاة أنواره سائر العلماء ، وقد صنف

صفحہ 214