============================================================
وتعقب هذا بعض الائمة بأنه لا يلزم المزنى فى ذلك كفارة لانه حلف على غلبة ظنه و يمكن آن يجاب عن آبى جعفر بأنه أورد ذلك على سبيل المبالغة، ولا شك أنه يستحب الكفارة فى مثل ذلك ، وقد نقد الشيخ الكوثرى على هذه الرواية (28) "’و أظهر أنه (1خبر منقطع لا تقوم بمثله حجة، على أن لفظ و الله لاجاء منك شىء، ليس مما يوجب الكفارة فى المذهبين على الصورة المبينة فى الخبر المنقطع، و لعل الشيخ ذهل عن هذه الحقيقة أن أهل العلم و التقوى يعملون بما هو أحوط فى المسألة، فلا يعبا بهذا النقض، على أنه لا مانع من أن يكون اكثر من سبب واحد لانتقاله إلى مذهب اهل العراق، وقال الكوثرى فى الحاوى : (29) (من اطلع على تراجم شيوخ الطحاوى علم آن بينهم مصريين و مغارية وعنيين و بصرين و كوفيين و حجازيين وشاميين و خراسانيين و من سائر الاقطار، فتلقى منهم ما عندهم من الأخبار و الآثار و قد تنقل فى البلدان المصرية وغير المصرية لتحمل ما عند شيوخ الرواية فيها من الحديث وسائر العلوم، وكان شديد الملارمة لكل قادم إلى مصر من أهل العلم من شى الاقطار حى جمع إلى علمه ما عندهم من العلوم، وسمع من اصحاب ابن عيينة و ابن وهب و هذه الطبقة، و خرج إلى الشام فسمع ببيت المقدس وغزة وعسقلان ، وتفقه بد مشق على القاضى آبى خازم عبدالحميد، كما تفقه بمصر على ابن أبى عمران و بكار بن قتيبة وكان يتردد الى القضاة الواردين إلى مصر يستقى ما عندهم من العلوم هتى اصبح واحد عصره فى تحقيق المسائل و تدقيق الدلائل بحيث يرحل اليه أهل العلم من شتى الأقطار ليستمتعوا بغزير علومه على اختلاف مسالكهم و مذاهيهم، وكانوا يتعجبون جدا من سعة دائرة استبحاره فى شتى العلوم،،
صفحہ 18