============================================================
هذا أبو بكر الصديق الذي لم يكن يفارق الرسول صلى اللهعليه وسلم حضرا لا سفرا ، بل كان يكون معه في غالب الأوقات ، حتى إنه ليمر عنده بالليل في امور المسلمين ، أبو بكر هذا ينسأل في خلافته عن ميراث الجدة فيقول : مالك في كتاب الله من شي* ، وما علمت لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من يء ، ولكن أسأل الناس ، فيسألهم : فيقوم المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة يشهدان آن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس : فيقضي أبوبكر الصديق بذلك ولم يكن هذان بأكثر صلة برسول الله من أبي بكر، غير أنهما اطلعا على ما لم يطلع ، وعرفا ما لم يعرف من أمر هذه السنة التي اتفقت الأمة الاسلامية بعد ذلك على العمل بها: وعمر بن الخطاب لم يكن يعلم أن المرأة ترث من دية زوجها ، بل كان برى ان الدية للعاقلة ، حتى كتب اليه الضحاك بن سفيان - وهو أمير لرسول الله صلى ال عليه وسلم على بعض البوادي -كتب اليه يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورث امرأة أشيم الضبابي من دية زوجها : فترك رأيه لذلك وقال : لو لم نسمع بهذا لقضينا بخلافه.
وكذلك لم يعلم حكم المجوس في الدية ، حتى أخبره عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه - آن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سنوا بهم سنة أهل الكتاب : وكذلك لم يعلم سنة الاستئذان حتى أخبره بها أبو موسى الأشعري ، واستشهد على ذلك بعضا من الأنصار: وكذلك لم يعلم حكم الدخول في بلدة أصابها الطاعون ، حتى أعلمه بذلك عبد الرحمن بن عوف روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عباس ان عمر بن الخطاب خرج إلى الشام ، حتى إذا كان بسرغ لقيه أهل الأجناد أبو عبيدة بن الجراح
صفحہ 43