============================================================
الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " (1) وقوله : " فلا وربك لا ؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما" (2) : هكذا كانت حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غير أنهم ما كانوا يفزعون إلى السؤال إلا عند الحاجة الملحة إليه ، فلم يكونوا يفترضون المسائل افراضا ثم يسألون عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذكانت كثرة السؤال مما لايحمد عليه فاعله . بل هو مما قد ورد النهي عنه والتشنيع على فاعله ، قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم " وجاء في الحديث : "أعظم المسلمين في المسلمين جرما من سأل عن شيء لم يحرم على المسلمين فحرم عليهم من أجل مسألته (3)" وجاء أيضا "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم" (4) (5) لقد صور لنا ولي الله الدهلوي في كتابيه : حجة الله البالغة ، والانصاف في بيان أسباب الخلاف . صور لنا حالتهم هذه تصويرا دقيقا حيث قال : في كتابه " الانصاف ":" اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن الفقه في ز مانه الشريف مدونا، ولم يكن البحث في الأحكام يومئذ مثل بحث هؤلاء الفقهاء حيث يبينون بأقصى جهدهم الأركان والشروط والآداب كل شيء ممتازا عن الاخر بدليله . ويفرضون الصور من صنائعهم، ويتكلمون على تلك الصور المفروضة ، ويحدون ما يقبل الحد : ويحصرون ما يقبل الحصر، إلى غير ذلك ، اما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يتوضأ فيرى أصحابه وضوءه فيأخذون به (1) الاحزاب:36 (2) التساء: 65 (3) رواه البخاري في كتاب الاعتصام باب ما يكره من كثرة الصؤال وهو الباب الثالث ومسلم في كتاب الفضائل برقم (2358): (4) رواه مسلم في كتاب الفضائل برق (1337.
(5) انظر أعلام الموقعين 57/1 -11
صفحہ 21