============================================================
يكون قرآنا - وهو الوحي المتلو - وتارة يكون سنة قولية أو عملية - وهو الوحي غير المتلو - وقد قال الله تعالى : " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" (1) قال الله تعالى : " وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان (2) .
فضل الله عليك عظيما"1 قال الامام الشافعي رحمه الله في رسالته : " فذكر الله الكتاب وهو القرآن، ذكر الحكمة : فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة سنة رسول الله، وهذا يشبه ما قال والله أعلم. لأن القرآن ذكر وأتبعته الحكمة، وذكر الله منه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة - أي : في قوله تعالى : " لقد من الله على المأمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين (3)"- فلم يجز - والله أعلم- ان يقال الحكمة ههنا إلا سنة رسول الله ."(4) قال ابن تيمية في رسالته معارج الوصول " والرسول أنزل الله عليه الكتاب الحكمة كما ذكر ذلك في غير موضع ، وقد علم أمته الكتاب والحكمة كما قال : الا ويعلمهم الكتاب والحكمة " وكان يذكر في بيته الكتاب والحكمة، وأمر أزواج بيه بذكر ذلك فقال : " واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة (5)" ايات الله هي القرآن ؛ إذ كان نفس القرآن يدل على أنه منزل من الله فهو علامة ودلالة على منزله ، والحكمة قال غير واحد من السلف : هي السنة" .1.
فما إن يتعرف هؤلاء الصحابة إلى حكم الله حتى يبادروا إلى الانصياع إلى امر الله عن رضى من غير تردد، تحقيقا لقوله : " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى (1) النجم:43 (2) النساء : 113 (3) آل عمران :164 (4) الرسالة ص 78 (5) الأحزاب (34) () جموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية ج 175/19
صفحہ 20