السموأل بن يهوذا المغربي الحكيم اليهودي أظنه من الأندلس قدم هو وأبوه إلى المشرق وكان أبوه يشدو شدوا شيئا من علم الحكمة وكان ولده السموأل هذا قد قرأ فنون الحكمة وقام بالعلوم الرياضية وأحكم أصولها وفوائدها ونوادرها وكان عدديا هندسيا حقيقيا وله في ذلك مصنفات رأيت منها كتاب المثلث القائم الزاوية وقد أحسن في تمثيله وتشكيله وعدة صوره ومبلغ مساحة كل صورة منها صنفه لرجل من أهل حلب يدعي الرف وصنف منبرا في مساحة أجسام الجواهر المختلطة لاستخراج مقدار مجهولها وصنف كتبا في الطب. وارتحل إلى أذربيجان وخدم بين البهلوان وأمراء دولتهم وأقام بمدينة المراغة وأولد أولادا هناك سلكوا طريقته في الطب وأسلم فحسن إسلامه وصنف كتابا في إظهار معائب اليهود وكذب دعاويهم في التوراة ومواضع الدليل على تبديلها وأحكم ما جمعه في ذلك ومات بالمراغة قريبا من سنة سبعين وخمسمائة.
سلامة بن رحمون أبو الخير اليهودي المصري قالوا أبو الصلت وأنبه من رأيته منهم يعني أطباء مصر وأدخلهم في عداد الأطباء رجل من اليهود يدعى أبا الخير سلامة ابن رحمون فإنه لقي أبا الوفاء المبشر بن فاتك وأخذ عنه شيئا من صناعة المنطق تخصص به وتميز عن إضرابه وأدرك الكثير البرقاني تلميذ أبي الحسن بن رضوان وقرأ عليه بعض كتب جالينوس ثم نصب نفسه لتدريس كتب المنطق جميعها وجميع كتب الفلسفة الطبيعية والإلهية وشرح بزعمه وفسر ولخص ولم يكن هنالك في تحصيله وتحقيقه بل كان يكثر كلامه فيضل ويسرع في جوابه فيزل ولقد سألته أول لقائي له واجتماعي به عن مسائل استفتحت مباحثته بها مما يمكن أن يفهمها من لم يمتد في العلم باعه فأجاب عنها بما أبان عن تقصيره وأعرب عن سوء تصوره وفهمه وكان مثله في عظيم ادعائه وقصوره عن أيسر ما هو متعاطيه كقول الشاعر:
يثمر للج عن ساقه ... ويغمره الموج في الساحل
وكما قال الآخر:
تمنيتم مائتي فارس ... فردكم فارس واحد
وكان سلامة هذا موجودا في حدود سنة عشر وخمسمائة فغن الوقت الذي دخل فيه أبو الصلت إلى مصر هو ذلك الزمان.
حرف الشين المعجمة
في أسماء الحكماء
شجاع بن أسلم بن محمد بن شجاع الحاسب المصري أبو كامل كان فاضل وقته وعالم زمانه وحاسب أوانه وهل تلاميذ تخرجوا بعلمه وصنف في هذا النوع التصانيف الجليلة.
شكح المنجم الأعمى البغدادي كان هذا الرجل ببغداد يتكلم في أحداث النجوم وأحكامها ولم يكن عند أهل هذا النوع بالطائل وكان له غلام يمشي معه ويأخذ له طالع وقت السؤال ويتكلم هو بعد ذلك قال غرس النعمة محمد بن هلال حدثني أب قال ركبنا جماعة فيما أبو علي بن الحواري وأبو الحسن الديلمي وأبو طاهر الطبيب العلوي وغيرهم إلى دعوة أبي القاسم الوتار فلقينا أبو الحسن البتي وسألنا أن نمضي معه إلى مؤيد الملك أبي على الرخحي وزير الوقت في حاجة له إليه فرأينا شكحا المنجم الأعمى وكان لا يعرف من النجوم كثير شيء إلا أنه كان فهما ومهما قال فقلنا له لا بد من أن تأخذ طالع الوقت وتحسب لنا فيما نمضي وما يجري لنا فيه اليوم فقال أنتم بطرون أمضوا في طريقكم فقلنا ما نبرح إلا بعد ذلك فأخذ له طالع الوقت غلام كان معه فقال أنتم أضياف فقلنا طريق فقال يقدم إليكم فيها السماء بنجومها وللأستاذ أبي الحسن الذي معكم حاجة لا تنقضي فقال له البتي لا بشرك الله بخير ويلك ما هذا مما تدل عليه النجوم غير أنك قد رزقت حذقا رديا لا حياك الله ولا بياك ثم فارقناه وقصدنا مؤيد الملك فما قضى الحاجة وخرق الرقعة التي للبتي لما عرضناها عليه فعرفناه خير شكح المنجم وما قاله لنا طلبا لأن يرجع عن فعله فما رجع ومضينا إلى ابن الوتار ونحن نتوقع السماء التي ذكرها فقدم إلينا في آخر الطعام مقلي النرجسية وقد صبغ بياض البيض والباقلاء واللحم بالنيل حتى صار كزرقة السماء وطرح صفار البيض عليه فصار كالنجوم فعجبنا من ذلك واستظرفناه ولم نشتغل عند ابن الوتار في الدعوة ذلك اليوم إلا بحديث شكح المنجم.
حرف الصاد المهملة
صفحہ 94