وفي مضارع زكَّى تَزَكَّى لكان اللفظ " بها " ١ كاللفظ بالمصدر فَعُدِل عن الفتح؛ لذلك.
فإنْ كان أول الماضي تاءً مزيدة فُتِحَ ما قبل آخر مضارعه نحو: تَعَلَّم يَتَعَلَّم؛ لأنَّه لو كسر كما فُعِلَ بغيره لزم من ذلك التباس المصدر حينئذٍ ٢ بالمضارع ذي التاء إذا حذف إحدى تاءيه تخفيفًا وكان معتل اللام، ألا ترى أن تتزكى لو كان ما قبل آخره مكسورًا ثُمَّ خُفِّفَ بحذف إحدى التاءين / (٣-ب) كما خفف تَتَنَزَّل فقيل: تَنَزَّل لقيل فيه تَزَكِّى فيكون بلفظ المصدر، فوجب ترك ما أدى إلى ذلك ٣.
وتُجْعَل موضعَ حرف المضارعة من غير الثلاثي ميمٌ مضمومةٌ، فيكون اسم فاعل إنْ كُسِرَ ما قبل آخره، نحو: مُكْرِم، ومُسْتَخْرِج، وإن فتح ما قبل آخره كان اسم مفعول نحو: مُكْرَم، ومُسْتَخْرَج ٤.
والمصدر من أَفْعَل على إفْعَال، نحو: أكْرَم إكْرَامًا، ومن " فَعَّل " على تَفْعِيل وتَفْعِلَة وفِعَّال، نحو: ذَكَّرَ تَذْكِيرًا وتَذْكِرَة، وكَذَّبَ كِذَّابًا.
ومِنْ " فَاعَل " على مُفَاعَلةٍ، وفِعَالٍ، وفِيْعَال، نحو: قَاتَلَ مُقَاتَلةً،
_________
(١) في ب: " اللفظ بهما ".
(٢) كلمة: " حينئذٍ " ساقطة من ب.
(٣) ينظر شرح الشافية للرضي ١/١٤٠، ومناهل الرجال ص ١٠٧، وما بعدها، وحاشية الرفاعي على شرح بحرق للامية الأفعال ص ٥٩.
(٤) قال في لامية الأفعال:
وباسم فاعل غير ذي الثلاثة جئ وزن المضارع لكن أولًا جُعِلاَ
ميم تضم وإن ما قبل آخره فتحت صار اسم مفعول، وقد حصلا
ينظر: مناهل الرجال ص ١٥٢، وحاشية الرفاعي على شرح بحرق ص٧٠.
1 / 74