فقلنا: إن اليقظة ما أورده الرسول1 صلى الله عليه وعلى آله من ظاهر شريعته، وحلاله وحرامه، وأمره ونهيه، والنوم ما أخفاه وستره فى تنزيله وشريعته، والذي أخفاه في تنزيله وشريعته فقد وكل به من هو من جنسه وشكله. وأمره بإقامته ليكون ذلك للمؤمنين أمنا وأمانا من العذاب الذى هو الشك والحيرة.
فلما أقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصيه بغدير خم جهارا نهارا، من الله تعالى ذكره على المؤمنين به، فقال: إذ يغشيكم النعاس أمنة منه، ومعناه 20 قد غشيكم21 الحد الذي كنتم تنتظرونه22 متأولا عن شريعتكم وتنزيلكم [212] ليكون لكم به الأمن والأمان من الجهل والحيرة. و ينزل عليكم من السمآء مآء ليطهركم به، يعني وينزل عليكم من الرسول العلم الذي به طهارتكم. ويدهب عنكم رجز الشيطن،24 يعني ويذهب عنكم به اختلافات الأضداد الذين غيروا الدين وأفسدوه بآرائهم وقياساتهم. وليربط على قلوبكم،25 يعني وليكن العلم الذي استفدتم منه26 رباطا على قلوبكم من دخول
صفحہ 234