145

افتخار

الإفتخار

اصناف

الواقعة على الجسمانيات، فإنما وجه تأويلها إرادة الصورة الروحانية، سواء أشجارها وأنهارها وثمارها، وسواء سماؤها5 وأرضها وجبالها وبحارها ومياهها ونيرانها وحيوانها، وجميع الأصناف المذكورة فى القرآن، وخاصة [183] إذا اشتبهت معرفتها من الجسمانيات واستحال دركها وفطنتنا6 بها. فإذا اشتبه قول من أقاويل الله تعالى ذكره، ولم نجد له مخرجا من ظاهره صرفناه7 إلى حقيقته المقرونة بالصور العلمية، وأضفناه إلى تلك الصور لنأمن من تكذيب النفس به ومن استقباح العقل إياه. وما تيسر مخرجه من ظاهره تركناه على وجهه ولم نطلب له تأويلا علميا، وبحثنا عن حكمة ظاهره، فلاح لنا وجه الحكمة في ظاهره9 وقصد التأويل في باطنه. هذا رسمنا في التأويل.

ولو لم يكن فى التأويل من الشرف إلا ما فيه من وضع الأشياء مواضعها، وترك الظواهر على حالتها، لكان فيه ما يجب العكوف عليه والتزود منه. وإن كذبت ظنوننا9 بالتأويل فقد ربحنا به10 صدق اليقين وزيادة الإيمان [184)] اللذين لا يخيب العبد معهما. ومن تخلف عنه، وإن صدق ظنه ببطلانه، فقد أوبقه شكه وأورثه نقصا فى إيمانه وبخسا في يقينه. والله تعالى ذكره يجازي

صفحہ 215