وقال: إن حديث ابن مسعود (لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا)، يريد أن ذلك فيمن يخاف على نفسه من الرغبة في الدنيا بذلك.
قال الوزير ﵀: والذي أراه في ذلك أن في هذا إباحة ذلك، إلا أنه لا يكون مانعا من رجحان الفقر في الفضيلة أحيانا من حيث إن الفقر سبب قوي في رضا الخلق عن ربهم، والغنى سبب قوي في تسخط الناس على ربهم لأن الناس إذا رأوا الغني تسخطوا وإذا رأوا الفقير رضوا عن الله في أحوالهم، وقد قال تعالى: ﴿للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم﴾، فقدمهم بذلك ثم عقبهم بذكر الأنصار فقال: ﴿ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا﴾، إلا أن الصحيح أن الفقر والغنى حالان يشرف الآدمي في أحدهما بقدر عمله إذا عمل به فيه، فكل منهما طريق واضحة إلى معاملة الله ﷿.
وذكر ابن جرير أن في هذا الحديث حجة على وجوب قبول خبر الواحد العدل؛ لأن فاطمة والعباس لم يسأل أحدا بعد إخبار أبي بكر ﵁ لهما، من قوله عن النبي ﷺ: (لا نورث).
قال الوزير- تغمده الله برحمته (١٤/ أ) -: وقوله ﷺ في هذا الحديث: (لا نورث) هذه نون الجمع، لأنه أراد بذلك نفسه وجميع الأنبياء؛ ولا يجوز أن تكون نون جمع لأهله، لأن أهله قد ورثوا.
* وفي هذا الحديث حجة على جواز إحباس العقار الموقوف، وأن تكون غلته جارية