وقيل أن بعضهم ازداد فيه بذلك غلوا وقال لا يحرق بالنار إلا رب النار، ويعرف أيضا بطلان قول المطرفية حيث وافقونا أن للعالم صانعا مختارا هو الله تعالى ولكنهم يقولون إنه تعالى صانع لأصول الأشياء وهي الماء والهواء والريح لا غير والنار زادها بعضهم، واختلفوا فمنهم من قال صارت مستقلة بالتأثير ولا تأثير لله فيها الآن حتى أنه لو عدم الله تعالى لاستقامت على ما هي عليه، ومنهم من قال ما من طرفة عين إلا وله تعالى فيها تأثير ذلك التأثير كونه المؤثر في أصلها وما أثر في الأصل فهو المؤثر في الفرع، ففي عبارتهم أنه المؤثر وفي المعنى هم كالأولين. وحكي عن المطرفية القول بالصانع المختار وحدوث العالم كما ذكرنا ولكنهم يقولون: إن الحوادث اليومية كالنبات والمولودات والحياة والموت والآلام ونحوها حادثة من الطبائع الحاصلة في الأجسام ولا تأثير للقديم فيها أصلا. وقد اشتهر عن أبي القاسم البلخي من المعتزلة القول بالطبع وهو أن تركيب الإنسان وغيره من التراكيب الحادثة حاصلة من تركيب الطبائع الأربع مع أن الله تعالى قادر على أن يبتدي الخلقة من غير تركيب.
صفحہ 44