175

* إبراهيم التميمي: ينبغي لمن لم يحزن ولم يخف يشفق، أن يخاف إلا أن يكون من أهل الجنة لأنهم قالوا: ?الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ?[فاطر:34]. وقالوا: ?إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ?[الطور:26].

* وقال تعالى: ?والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما،إنها سآءت مستقرا ومقاما?[الفرقان:65،66]. فأخبر تعالى: أنهم لا يأمنون العذاب (يقولون) فيكونون من ذلك وجلين خائفين.

* مصنفه: فمن تصور موقف الحساب، وموبقة العذاب، ولا يأمن إلى أي الدارين مصيره. كان وجلا، والحزن مقترنا باعتقاده، والخوف مستوليا على فؤاده، لا يهنا عيشه، ولا يجد للذته موقعا، ولا لما يفيده من أسباب الحياة مهنأ ومرتعا. إذا أصبح لم يأمن فتك المنية، ولم يثق بمحل العيشة، وإذا أمسى لم يركن إلى طوع الحليله ليله ونهاره يطحنانه بأحزان ما الله قاض فيه. فمن هذه حالته ومنقلبه كيف لا يحزن ولا يغتم؟ فإن رضي عنه فاز وسعد. وإن اعتلق بسخطه بار بوارا لا إنحياز له. فحزنه منع طعامه، وحزنه منع عن الذنوب إقدامه، وذكر الموت قطع عن الدنيا اهتمامه، والرجاء ثبت على العبادة إقدامه.

* لبعضهم: حقيق من كان الموت موعده، والقبر مورده، والقبر والحساب عند الله مشهده، أن يطول بكاؤه وحزنه.

* وعن عبدالواحد بن زيد: لو رأيت الحسن لقلت: قد صبت عليه أحزان الخلائق كلهم من طول تلك الدمعة وكثرة النشيج.

* وحكي: أن رابعة سمعت رجلا يقول: وا حزناه. قالت: لا تقل هكذا. قل: وا قلة حزناه لو كنت حزينا لم تنتفع بعيش.

* ابن عيينه: لو أن حزينا بكى في أمة لرحم الله تلك الأمة من بكائه.

* أبو ثور بن يزيد: المؤمن ليحزن حتى ينكسر الحزن في قلبه.

* عن مجاهد: ما رأيت الحسن قط إلا فكأنه قد أصابته مصيبة.

صفحہ 207