وهي البردة والقضيب، والحمد لله الآخذ لأمير المؤمنين حقه، الراجع إليه تراث آبائه الراشدين. فرضي طاهر ووصله، وشهر أمره، ولم يكن قبل مذكورًا.
وكان المأمون يقول بعد أن بلاه واختبره، إذا وصفه له أحمد بن أبي خالد: يا عجبا لأحمد بن يوسف كيف استطاع أن يكتم نفسه! قال أبو العيناء: كان أحمد بن يوسف الكاتب قد تولى صدقات البصرة، فجار فيها وظلم، وكثر الشاكي به والداعي عليه، ووافى باب أمير المؤمنين المأمون زهاء خمسين من جلة البصريين، فعزله المأمون وجلس لهم مجلسًا خاصًا، وأقام أحمد بن يوسف لمناظرتهم، فكان مما حفظ من كلامه أن قال يا أمير المؤمنين لو أن أحدًا ممن ولي الصدقات سلم من الناس لسلم رسول الله ﷺ، قال الله تعالى: " ومنهم من يَلْمِزُك في الصّدَقاتِ، فان أُعطوا منها رضوا، وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون ". فأعجب المأمون جوابه، واستجزل مقامه، وخلى سبيله.
وحكى الصولي خلاف هذا قال: شغب أهل الصدقات على المأمون
1 / 115