في الأرض زمزم) (١).
ولهذا الصلحاء يشربونه ويحملونه معهم في أسفارهم تباعًا له ﷺ؛ فإنه أول منه حمل ماء زمزم عند رجوعه من حج البيت تبركًا به واستشفاءً (٢).
والدعاء عند شربه مستجاب.
وأولى (٣) ما يُشرب؛ لتحقق التوحيد والموت عليه، والعزة بطاعة الله تعالي، قال ابن المُنيِّر: وكأنه عنوان على حُسن العهد وكمال الشوق؛ فإن العرب أعتادت الحنين إلى مناهل الأحبة وموارد أهل المودَّة، وزمزم هو منهل أهل البيت، فالمتعطش إليها قد أقام
_________
(١) رواه ابن قتيبة في "غريب الحديث" ١/ ٣٥٧ بهذا اللفظ، ورواه الفاكهي بإسناد صحيح في "أخبار مكة" ٢/ ٤٣، وعبد الرازق في "المصنّف" ٥/ ١١٦، بلفظ: خير بئر في الناس بئر زمزم.
(٢) روى الترمذي ح (٩٦٣)، والحاكم في "المستدرك" ١/ ٤٨٥ عن عائشة ﵂: أنها كانت تحمل من ماء زمزم وتخبر أن رسول الله ﷺ كان يحمله. قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وروى الفاكهي في "أخبار مكة" ٢/ ٤٩، والبيهقي في "السنن" ٥/ ٢٠٢: أنَّ عائشة ﵂ حملت من ماء زمزم في القوارير للمرضى، وقالت: حمله رسول الله ﷺ في الأدواء والقِرَب، وكان يصبّه على المرضى ويسقيهم.
وفي "مجمع الزوائد" ٣/ ٢٨٧: عن حبيب بن أبي ثابت قال: سألتُ عطاء: أحمل ماء زمزم؟ فقال: قد حمله رسول الله ﷺ وحمله الحسن وحمله الحسين. قال الهيثمي: رواه الطبراني في "الكبير"، وفيه من لم أعرفه.
(٣) من هنا ينقل المؤلف عن القسطلاني في "إرشاد الساري" ٣/ ١٨٠ - ١٨١.
1 / 27