Ibtal al-Ta'weelat
إبطال التأويلات - ط غراس
ایڈیٹر
أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي
ناشر
غراس للنشر والتوزيع
ایڈیشن
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
پبلشر کا مقام
الكويت
اصناف
٢٨٣ - وروى أيضًا بإسناده: عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: "إنَّ أهْل الجنَّة يَرون ربَّهم تعالى في كُلِّ يوم جُمعة في رمال الكافور، وأقربهم منه مَجْلسًا أسرعهم إليه يوم الجُمعة، وأبكرهم غُدُوًا" (^١).
اعلم أنَّ هذه أخبارٌ صحاحٌ يجب الأخذُ بها، نَصَّ عليه أحمد في رواية أبي الحارث فقال: أحاديث الرؤية صحاح جياد. وكذلك قال في رواية المروذي لما سأل عن أحاديث الرؤية: صِحَاحٌ جِيَاد.
وكذلك قال في رواية ابن منصور، وقد قيل له: تقول بهذه الأحاديث التي تُروى عن النبي ﷺ في الرؤية وتذهب إليها، وجمعها في كتاب وحدثنا بها.
وقال في رواية المروذي وحنبل وأبي داود: من قال إن الله لا يُرى في الآخرةِ فقد كفر.
فقد نصَّ على صحتها والأخذ بها، وتكفير من ردَّها.
وقد رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري (^٢).
فأما قوله: "كما ترون القمر" فلم يَقصد به إلا تحقيق رؤية العيان، لا تشبيه المرئي بالقمر في أنَّه محدود في جهة (^٣)، وإنَّما معنا رؤيتكم لله يوم القيامة كرؤيتكم القمر ليلة البدر، أي كما لا تشكُّون ليلة البدر في رؤية القمر أنه
(^١) أخرجه الآجرِّي في "الشريعة" (ص ٢٦٥) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود حدثنا عمي محمد الأشعث حدثنا حسن بن حسن حدثني أبي حسن عن الحسن عن ابن عباس ﵄ مرفوعًا به. وأخرجه أبو عبد الله بن بطة بسنده كما سيذكره المصنف.
حسن بن حسن هو ابن حسن بن علي بن أبي طالب، قال ابن سعد: كان قليل الحديث، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: مقبول.
وله شاهد من حديث ابن مسعود موقوفًا سيذكره المصنف ويأتي الكلام عليه.
(^٢) يعني حديثه المتقدم برقم (٢) من هذا الفصل.
(^٣) قد سبق القول في نفي الجهة، وأنه لفظ يحتمل الحق والباطل. انظر (الجزء الأول/ ١٨٢).
1 / 334