ابراہیم ابو الانبیاء
إبراهيم أبو الأنبياء
اصناف
ويظن بعض شراح الألمان، مثل جرنبوم
Grunbaum ، آيا من المدراش نبذا منقولة عن اللغة العربية، ولكن المقابلة بين رواياتها والروايات الإسرائيلية الأخرى تدل على مشابهة قريبة، وأنها على كل حال من مصادر غير إسلامية.
بل يظن جرنبوم أن بعض العبارات ترجمة حرفية من القرآن الكريم، كما جاء في كتاب من المدراش أن الله قال: ليوهب البرد والعزاء لخادمي إبراهيم. والكلمة فيها معنى العزاء والراحة والسلام.
وسنشير إلى هذه الملاحظات في مواضعها، ونكتفي فيما يلي بالمراجع الضرورية - على سبيل التمثيل - لكل أسلوب من أساليب الرواية والتدوين في المصادر الإسرائيلية، ونبدأ بما له علاقة بسيرة الخليل من عهد الطوفان. •••
يطلق اسم خليل الله وحبيب الله في الكتب الإسرائيلية على أنبياء غير إبراهيم، أشهرهم موسى ويعقوب وسليمان، ويغلب على الكتب المتأخرة وصفه بالحبيب، ويعتقدون أنه هو المقصود بقول أرميا في الإصحاح الحادي عشر: «حبيبي في بيتي.»
وفي كثير من كتب المدراش والتعليم يقال: إن الدنيا خلقت من أجله، وإن أبناء نوح ضلوا عن سواء السبيل وعبدوا الأصنام، وكان جد إبراهيم يدعى «رو»، فسمى ابنه «سيروج»، أي ذهبوا بعيدا. وصدق في هذه التسمية؛ لأن سيروج حين كبر وولد له ابن سماه ناحور، وعلمه السحر والتنجيم وعبادة الأصنام. وكان الشيطان «مسطما» يرسل أعوانه لكيد البشر، ويطلقهم على البذور وهي على وجه الأرض كأنهم الغربان لتلتقطها وتفسدها؛ ولهذا سمى ناحور ابنه تيرح أو تارح. ويقول شراح كتاب «اليوبيل» - أحد هذه الكتب التعليمية: إن الاسم بهذا المعنى غامض، ولكنه قد يرجع إلى كلمة آرامية بمعنى المحو والشحوب.
وتزوج تارح من إيمتالي بنت كرناب، فرزقا إبراهيم، وكان مولده مرصودا في الكواكب فاطلع عليه النمروذ، واستشار الملأ من قومه فأشاروا عليه بقتل كل طفل ذكر، واستحياء البنات، وإغداق العطايا والجوائز على أهليهن ليفرحوا بمولد البنات.
وأحس تارح أن امرأته حامل، فلما أراد أن يتحقق من ذلك صعد الجنين إلى صدر أمه، فخوي بطنها ولم يظهر فيه الحمل، وهربت أمه حين جاءها المخاض فأوت إلى كهف ولدته فيه، وتركته ثمة وهي تدعو له، فبقي ثلاث عشرة سنة لا يرى الشمس على رواية بعض الكتب، ومكث في الكهف أقل من ذلك على روايات أخرى، وأرسل الله جبريل يرعاه، فجعل الطفل يمتص أصابعه فيرضع منها ويكبر قبل الأوان.
وخرج من الكهف ليلا وهو في الثالثة فرأى النجوم فقال: هذه هي الأرباب. فلما أشرقت الشمس قال: كلا، بل هذه هي الرب. فلما أفلت وظهر القمر قال: بل هو هذا. فلما أفل قال: ما هذه بأرباب، إنما الرب المعبود هو الذي يديرها ويسيرها، ويبديها ويخفيها.
وفي بعض الكتب أن أمه خرجت تتفقده بعد عشرين يوما حيث تركته، فوجدت في طريقها صبيا ناميا فسألها: ماذا جاء بك إلى الصحراء؟
نامعلوم صفحہ