Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
ناشر
دار الفكر العربي
پبلشر کا مقام
القاهرة
شأن في قصور الخلفاء والأمراء وذوي اليسار من الناس. وكتاب ابن حزم "طوق الحمامة" يفيض بأخبار كثيرات من الجواري ذوات الأثر في الحياة الاجتماعية.
ومن ذلك ما ذكره المقري في نفح الطيب فقال: "من غريب ما يحكى عن أمير المؤمنين الناصر أنه أراد الفصد فقعد بالبهو في المجلس الكبير المشرف بأعلى مدينته الزهراء واستدعى الطبيب لذلك وأخذ الطبيب الآلة، وجس يد الناصر فبينما هو كذلك إذ أطل زرزور، فصعد على إناء ذهب بالمجلس. وأنشد:
أيها (الفاصد) رفقاً بأمير المؤمنينا
وجعل يكرر ذلك المرة بعد الأخرى، فاستظرف أمير المؤمنين الناصر ذلك غاية الاستظراف، وسر به غاية السرور، وسأل عمن اهتدى إلى ذلك، فذكر له أنه السيدة الكبرى مرجانة أم ولده الحكم. صنعت ذلك وأعدته لهذا الأمر(١).
١٣١ - وإن كثرة الجواري على هذا النحو، وثقافتهن تلك الثقافة الواسعة، وظهورهن في المجتمعات، كل هذا كان من شأنه أن يجعلنا نتصور أن المرأة كانت تبرز وتظهر، وأن مدائن الأندلس كانت النساء في طرائقها يراهن الرائي، ويبصرهن الناظر، وكتاب طوق الحمامة أصدق شاهد على ذلك، ففيه أخبار ناس من أفاضل القوم، وبعضهم من العلماء، وقعوا في حبائل الغرام من رؤية جارية في الطريق.
وإنه قد ظهر من النساء العربيات، بل الأمويات من يتغزلن في شعرهن، ومن يتقبلن الغزل شعراً، ونثراً؛ وهذه ولادة بنت المستكفي من بني أمية كانت تقول الشعر غزلاً، بل ما هو أشد من الغزل عند ذي الدين مما لا نريد أن نسطره في كتابنا هذا.
(١) نفح الطيب ج ٣ ص ١٦٨ طبع الرفاعي
109