الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة
الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية
تحقیق کنندہ
عثمان عبد الله آدم الأثيوبي
ناشر
دار الراية للنشر
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
1418هـ
پبلشر کا مقام
السعودية
فأما هذا الحديث فأن بيان وجهه في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعند العلماء والعقلاء بيان لا يختل على من وهب الله له فهمه وفتح أبصار قلبه وذلك قول الله عز وجل ^ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ^ ثم جاءت الأحاديث بتفسير ذلك أن الله عز وجل أخذهم من صلب آدم كهيئة الذر فأخذ عليهم العهد والميثاق بأنه ربهم فأقروا له بذلك أجمعون ثم ردهم في صلب آدم ثم قال عز وجل
﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله﴾
فكانت البداية التي ابتدأ الله عز وجل الخلق بها ودعاهم إليها وذلك أن بداية خلقهم الاقرار له بأنه ربهم وهي الفطرة والفطرة ها هنا ابتداء الخلق ولم يعن بالفطرة الاسلام وشرائعه وسننه وفرائضه ألا تراه يقول
﴿لا تبديل لخلق الله﴾
ومما يزيدك في بيان ذلك ووضوحه قوله تعالى
﴿الحمد لله فاطر السماوات والأرض﴾
يعني أنه بدأ خلقها فقوله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة يعني على تلك البداية التي ابتدأ الله عز وجل خلقه بها وأخذ مواثيقهم عليها من الاقرار له بالربوبية ثم يعرب عنه لسانه بما يلقنه أبواه من الشرائع و الأديان فيعرب بها و ينسب إليها ثم هو من بعد إعراب لسانه واعتقاده لدين أبائه راجع إلى علم الله عز وجل فيه وما سبق له في أم الكتاب عنده أن كان ممن سبقت له الرحمة لم تضره أبوته ولا ما دعاه إليه وعلمه أبواه من دين اليهودية والنصرانية والمجوسية فما أكثر من ولدته اليهود والنصارى والمجوس ونشأ فيهم ومعهم وعلى أديانهم وأقوالهم وأفعالهم ثم راجع بدايته وما سبق له من الله ومن عنايته بهدايته فحسن إسلامه وظهر إيمانه وشرح الله صدره بالإسلام وطهر قلبه بالإيمان فعاد بعد الذي كان عليه من طاعته لأبويه عاصيا ومحبته لهما بغضا وسلمه لهما وذبه عنهما لهما حربا وعليهما عذابا صبا ولو كان الأمر على ما تأولته الزائغون أن كل مولود يولد على الفطرة عنا دين الإسلام وشرائعه لكان من سبيل المولود من اليهود والنصارى إذا مات أبواه وهو طفل ألا يرثهما وكذلك إن مات لم يرثاه لما عليه الأمة مجمعون أنه لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر والمسلم وقد كان من سبيل الطفل من أولاد أهل الكتاب إذا مات في صغره أن يتولاه المسلمون ويصلوا عليه ولا يدفن إلا معهم وفي مقابرهم فإن كان الحكم في معنى هذا الحديث كما تأولته القدرية وليس هو كذلك والحمد الله فقد ضلت الأمة وخالفت الكتاب والسنة حين خلت بين اليهود والنصارى وبين الأطفال من المسلمين يأخذون مواريثهم ويلون غسلهم والصلاة عليهم والدفن لهم لكن المسلمين مجمعون وعلى إجماعهم مصيبون والحمد لله أن من مات من أطفال اليهود والنصارى والمجوس ورثه أبواه وورث هو أبويه وولياهما غسله ودفنه وأن أطفالهم منهم ومعهم وعلى أديانهم وإنما قوله صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة إنما أراد أنهم يولدون على تلك البداية التي كانت في صلب آدم عليه السلام من الإقرار لله بالمعرفة ثم أعربت عنهم ألسنتهم ونسبوا إلى آبائهم فمنهم من جحد بعد إقراره الأول من الزنادقة الذين لا يعترفون بالله ولا يقرون به وغيرهم ممن لم يبلغه الإسلام في أقطار الأرض الذين لا يدينون دينا وسائر الملل فمقرون بتلك الفطرة التي كانت في البداية فإنك لست تلقى أحدا من أهل الملل وإن كان كافرا إلا وهو مقر بأن الله ربه وخالقه ورازقه وهو في ذلك كافر حين خالف شريعة الإسلام
1481 حدثنا محمد بن يوسف البيع قال حدثنا عبد الرحمن بن خلف قال حدثنا حجاح / ح وحدثنا المتوثي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا الحسن بن علي قال حدثنا الحجاج بن منهال قال سمعت حماد ابن سلمة يفسر حديث النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة فقال هذا عندنا حيث أخذ الله عليهم العهد في أصلاب أبائهم قال
﴿ألست بربكم قالوا بلى﴾
صفحہ 74