فقالوا: نحن قوم متعلمين يا أمير المؤمنين. فقال سوء الكلام أسوأ من سوء الرماية، تعلموا الكلام ثم تعلموا الرماية.
وعن ابن عمر أن رجلًا أتاه فقال له: يا أبا عبد الرحمن، ما تقول في رجل مات وترك أبوه وأخوه؟ فقال ابن عمر: ويحك، أباه وأخاه. فقال الرجل: فما [لأ] باه وأخاه؟ قال ابن عمر: لأبيه وأخيه. قال الرجل: قد قلت فأبيت. قال ابن عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون، ما فاتك من أدبك أضر بك مما فاتك من ميراثك.
وقيل: دخل رجلان على سليمان بن عبد الملك فقال أحدهما: مات أبانا، ﵀، فوثب أخينا على ميراثنا من أبونا فرضينا بك لتنصفنا منه. فقال سليمان: لا حفظ الله أخاك ولا رحم [أباك] ولا رد مالك، اخرج عني، فوالله ما أدري أمن لحنك أعجب أم [من ....] له.
قال زهير لرجل: تعلم النحو، قال: وأي شيء أصنع بالنحو؟ [قال له: إن بني] إسرائيل كفرت في كلمة، أنزل الله تعالى في الإنجيل: ["أنا ولدت عيسى"، فقرؤوها مخففة "ولَدْتُ عيسى" فكفروا. وقال الله، ﷿، في الإنجيل لعيسى، ﵇: "أنت نبيي، وأنا وَلّدْتُك" مثقل، فحرفته النصارى وقرأوا: "أنت بُنَيّي وأنا وَلَدْتُك" مخفف.
قال ابن شبابة: حضرت جنازة بمصر، فجاءني بعض القِبط فقال لي: يا كهل، مَنِ المتوفّي؟ فقلت: الله. قال: فضربت حتى كدت أموت.
ودخل رجل من الأشراف على زياد بن أبيه فقال: إن أبينا هَلَك، وإن أخونا
1 / 17