49

Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

اصناف

بلغتهم أخبار كاذبة بإسلام قريش، فلمّا رأوا أن الحال لم تتغير هاجروا مرة ثانية، وكانوا في هذه المرة نحوًا من ثمانين رجلًا وتسع عشرة امرأة (^١). ٤ ــ وأَصْحَمَة المذكور هو: أَصْحَمَة بن أبحر، والنجاشي لقبٌ له، وقد ثبت أنه آمن بالنبي ﷺ، وظل في بلاده حتى مات، فصلى عليه النبي ﷺ صلاة الغائب، وكبَّر عليه أربعًا، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة (^٢). ٥ - وفي اختياره ﷺ للحبشة دون غيرها دليل على معرفته بأحوال البلدان والدول وما كان يجري فيها، وما يصلح منها وما لا يصلح. ٦ ــ وقد أثني النبي ﷺ على الذين هاجروا إلى أرض الحبشة، وقال لهم كما في الحديث الصحيح: «لكم أنتم يا أهل السفينة هجرتان» (^٣). وعند ابن سعد بإسناد صحيح كما قال ابن حجر أن أسماء بنت عُميس قالت: يا رسول الله! إن رجالًا يفخرون علينا ويزعمون أنا لسنا من المهاجرين الأوّلين؟ فقال ﷺ: «بل لكم هجرتان، هاجرتم إلى أرض الحبشة، ثم هاجرتم بعد ذلك» (^٤). ٧ - وقد أخذ العلماء من هذه الحادثة وجوب هجرة المسلم من البلد الذي يمنع فيه من إقامة شعائر دينه، من صلاة وصيام ونحوهما، إن كان قادرًا على الهجرة.

(^١) زاد المعاد ٣/ ٢٦. (^٢) صحيح البخاري «١٢٤٥»، صحيح مسلم «٩٥١». (^٣) صحيح البخاري «٣٨٧٦»، من حديث أبي موسى الأشعري. (^٤) طبقات ابن سعد ٨/ ٢١٩، فتح الباري ٧/ ٤٨٦.

1 / 57