Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool
حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم
ناشر
نادي المدينة المنورة الأدبي
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م
اصناف
فاتحة الكتاب
الحمدُ لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون، والصلاة والسلام على سيّد الأولين والآخرين، سيّدنا ونبيّا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين .... وبعد:
١ ــ فهذه تقييدات طريفة، وحواش نافعة ــ إن شاء الله ــ لطيفة، على كتابي "مختصر الفصول في سيرة الرسول ﷺ" للحافظ أبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدّمشقي، المولود سنة: ٧٠١ هـ، والمتوفى سنة: ٧٧٤ هـ رحمه الله تعالى.
٢ ــ وكتاب "الفصول في سيرة الرسول" يعد من أحسن كتب السيرة المختصرة، وقد تحرَّى مؤلفُه صحة المرويات غالبًا، وأجاد في عرض الحوادث، وكتابتها بأسلوب واضح مليح.
٣ ــ لكنه رغم ذلك لم يسلم من بعض المآخذ، خاصة خوضه في بعض الزوائد والاستطرادات في الأحداث، وتفصيله أحيانًا في بعض المسائل المتعلقة بالأنساب، وإيراد الأشعار، وتنبيهه على الخلافات الفقهية داخل المذهب الشافعي .. فضلًا عن كونه ختم الكتاب بفصول مطولة في معجزات النبي ﷺ وشمائله وخصائصه ..
هذه الزوائد دفعتني إلى اختصار الكتاب قبل شرحه؛ أولًا: لأن الاختصار
1 / 5
هو سمة هذا الزمان ومطلب أكثر أبنائه، وثانيًا: لأنني أرى أن التفاصيل والاستطرادات تشوش ذهن القارئ، وتشتت انتباهه، وتقطع مقدرته على متابعة الحوادث الأساسية.
٤ ــ لكنني ومع هذا لم أختصر من الكتاب إلا القليل (^١)، وقد حافظتُ على نصّ المؤلف كما هو، ولم أغيّر منه حرفًا، بحيث يمكن للقارئ والباحث أن يعزو منه إلى ابن كثير وهو مطمئن إن شاء الله.
والشيء الوحيد الذي أضفته إلى كلام المصنف هو عناوين الفصول والمقاطع، فقد أغفل المصنف كتابتها، واجتهدت في وضع ما يناسب منها ويعبر عنها باللون الأحمر.
٥ - وأما عن منهجي في الشرح والتعليق، فإني أُثبت نصَّ المصنف أولًا كما هو بخط بارز بين قوسين.
ثم أشرحُ منه ما يحتاج إلى شرح وإيضاح، وأوثق ما يذكره من حوادث السيرة من مصادرها الأصلية، وبيان درجة كل حادثة من حيث الصحة أو الضعف، حسب قواعد علم الحديث المرعيّة، مع توجيه ما قد يقع في كلام المصنف من عبارة مشكلة، أو تعقبه فيما رأيت الصواب في خلافه.
كل هذا أكتبه على ضوء ما حرره أئمة هذا الشأن، كالإمام ابن إسحاق صاحب السيرة، والحافظ الذهبي، والحافظ ابن حجر، وغيرهم من أهل العلم المعتبرين المختصين.
_________
(^١) إلا فصوله الأخيرة المتعلقة بالمعجزات والشمائل والخصائص فقد حذفتها كلها، وفي رأيي أن إفرادها بتأليف مستقل هو الأفضل، لأنها من مكملات السيرة النبوية وليست من صلبها.
1 / 6
وبما أن كتاب "السيرة النبوية" لابن إسحاق مفقودٌ معظمه فإن الإحالة إليه تكون في الأغلب عن طريق مختصره المعروف "بسيرة ابن هشام"، أو ما ينقله أهل العلم عنه، خاصة الطبري في تاريخه، والبيهقي في دلائله، فقد استوعبا كثيرًا من سيرة ابن إسحاق ونصوصه.
٦ - وقد رأيت ألّا أُخلي الشرح من بعض ما يستفاد ويستنبط من حوادث السيرة من فوائد فقهية وآداب تشريعية حسبما تيسر، لأنه باب يطول جدًا.
٧ - كذلك لم أُخله من تعقب بعض أباطيل المستشرقين في تفسير بعض حوادث السيرة وبيان ما في كلامهم من خطأ وخطل.
٨ ــ وقد كنت كتبت مقدمة في التعريف بالسيرة النبوية وأهميتها والكلام على مصادرها مع ترجمة موجزة لابن كثير ﵀ .. ثم تركت ذلك كله وأغفلته لكثرة ما كتب في هذا مما يستغنى به عن الإعادة.
٩ ــ وقبل مغادرة المقدمة تجدر الإشارة إلى أن السيرة النبوية ليست مجرد قَصَص وحكايات، وحوادث وروايات، تُقرأ من أجل ترقيق القلوب واستجلاب العَبَرات!
هذا تصور قاصر للسيرة النبوية.
إن السيرة النبوية علمٌ قائمٌ بذاته، كعلم التوحيد والفقه، وعلم التفسير والأصول.
إن السيرة النبوية مصدر أساسي من مصادر التشريع في الإسلام، لاشتمالها على كثير من أقوال النبي ﷺ وأفعاله وتقريراته.
ومن ثم لا بد لمن يتحدث في السيرة أن يكون مؤهلًا في علم الحديث،
1 / 7
حتى يكون قادرًا على دراسة أسانيد الروايات، وتمييز ما يصح منها مما لا يصح، وما يقبل منها مما لا يقبل.
ولا بد أن تكون له دُربة قويّة في علم الفقه وأصول الفقه حتى يكون قادرًا على استنباط ما يستفاد من أحداث السيرة من أحكام تشريعية ودلالات عقدية وفقهية، ويستطيع أن يوفق بين ما قد يقع بين نصوصها أحيانًا من تعارض وإشكالات.
ولا بد أن يكون على معرفة وإلمام بعلم التربية والاجتماع حتى يتمكن من انتزاع ما يقع في السيرة من آداب تربوية وفوائد سلوكية واجتماعية يحتاجها الفرد أو المجتمع.
وإذن فليست السيرة النبوية كلأً مباحًا يتحدث فيها من يشاء، كيف شاء.
وليست السيرة النبوية تخصص من لا تخصص له كما يحسب البعض؟!!
إن هذا كلام من لا يعرف السيرة النبوية، ولا يعرف قدرها وأهميتها وخطورتها ومكانتها في الإسلام.
١٠ ــ هذا وقد عنونت هذا الشرح بـ"حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول ﷺ". سائلًا المولى فيه القبول، وأن ييسر لي به إلى جنّة الخلد الوصول، إنه أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
وكتبه: أ. د هاني فقيه
أستاذ الحديث وعلومه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
1 / 8
مقدمة المصنّف
قال المصنّف ﵀: «بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين: الحمدُ لله وسلامٌ على عبادِه الذين اصطفى، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يُحبُّ ربُّنا ويَرضى. وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، شهادةَ من أخلص له قلبُه، وانجابت عنه أكدارُ الشّرك وصفا، وأقرّ له برقّ العبودية، واستعاذَ بهِ من شرّ الشيطان والهوى، وتمسّك بحبلِه المتين المنزَّل على رسوله الأمين؛ محمدٍ خيرِ الورى، صلواتُ الله وسلامُه عليه دائمًا إلى يوم الحشر واللقا. ورضي الله عن أصحابِهِ وأزواجِهِ وذُرّيتِهِ وأتباعِهِ أجمعين، أولي البصائرِ والنُّهى.
أما بعد: فإنَّه لا يَجْمُل بأولي العلم إهمالُ معرفة الأيام النبويّةِ، والتواريخ الإسلامية، وهي مشتملةٌ على علومٍ جمّةٍ، وفوائدَ مهمّةٍ، لا يستَغني عالمٌ عنها، ولا يُعذَر في العِرْو منها.
وقد أحببتُ أنْ أُعلّق تذكرةً في ذلك لتكونَ مدخلًا إليه، وأنموذجًا وعونًا له وعليه، وعلى الله اعتمادي، وإليه تفويضي واستنادي.
وهي مشتملةٌ على ذكر نَسَبِ رسُولِ الله ﵊، وسيرتِه،
1 / 9
وأعلامِه (^١)، وذكر أيامِ الإسلام بعده إلى يومنا هذا، مما تمسُّ حاجةُ ذوي الأرَبِ إليه، على سبيلِ الاختصارِ، إن شاء الله تعالى».
الكلام على مقدمة المصنف من وجوه:
١ ــ بدأ المصنف ﵀ بمقدمة موجزة جدًا، تحدّث فيها عن أهمية دراسة السيرة النبوية، ومعرفة التاريخ الإسلامي، وأنها مشتملة على علوم جمّة، وفوائد مهمّة، لا يستغني عنها عالِمٌ، ولا يُعذر بالجهل بها.
٢ ــ ثم أشار إلى أنه يريد كتابة كتاب في ذلك، سماه تواضعًا بالتذكرة.
٣ ــ لكن قوله بعد ذلك: "وهي مشتملة على ذكر نسب رسول الله ﷺ، وسيرته .. وذكر أيام الإسلام بعده إلى يومنا هذا"، هذه الجملة فيها إشكال، لأن ظاهرها يفيد أن الكتاب المصنف هذا لا يقتصر على السيرة النبوية فحسب، بل ويذكر أيضًا تاريخ الإسلام إلى عصر المؤلف!!
والذي بين أيدينا من الكتاب إنما هو مقتصر على حوادث السيرة وملحقاتها من الخصائص والشمائل، وليس فيه شيء من أيام الإسلام كما يفيده كلام المصنّف!!
ولعل أحسن ما يقال في الجواب عن هذا الإشكال: أن المصنّف ربما أراد ذكر حوادث السيرة وتاريخ الإسلام بعدها على وجه مختصر، ثم إنه عدل عن ذلك، واقتصر على قسم السيرة النبوية وملحقاتها فحسب، اكتفاء منه بكتابه الكبير الآخر، المسمَّى بالبداية والنهاية، حيث أسهب فيه وأطنب في الحديث عن حوادث التاريخ الإسلامي إلى عصره ﵀.
_________
(^١) معجزاته.
1 / 10
وهناك من أهل العلم كالعلامة أحمد محمد شاكر (ت: ١٣٧٧ هـ) من أبدى احتمال أن يكون قسم التاريخ من كتاب الفصول قد فُقد!! فقد قال ﵀: "إن المطبوع غير كامل يقينًا، فلا أدري اقتصر المؤلف على هذا القدر، أم فُقد باقي الكتاب؟ " (^١).
ومسألة فقدان شيء من الكتاب بعيد في نظري، لأن جميع من وصفوا الكتاب قالوا إنه سيرة صغيرة، كابن العماد الحنبلي في الشذرات (^٢) وغيره، ولم يشر أحدٌ منهم إلى ما أشار له الشيخ شاكر، أو قال إن الكتاب ناقص، والله تعالى أعلم.
_________
(^١) عمدة التفسير ١/ ٣٥.
(^٢) شذرات الذهب ٨/ ٣٩٩.
1 / 11
فصل
نَسَبه (^١) ﷺ وأسمائه
قال المصنّف: «هو سيّدُ ولدِ آدم: أبو القاسم، محمدٌ، وأحمدٌ، والماحِي الذي يُمحى به الكفرُ، والحاشِرُ الذي يَحشُرُ الناسَ، والعاقِبُ الذي ليس بعده نبيٌّ، والمُقَفّيّ، ونبيّ الرَّحمة، ونبيّ التوبة، ونبيّ المَلْحَمَة».
الكلام عليه من وجوه:
١ - قول المصنّف: "هو سيَد ولد آدم": هذا محلّ اتفاق بين العلماء، وقد دلت عليه النصوص الصريحة الثابتة كقوله ﷺ في حديث أبي هريرة: «أنا سيّد الناس يوم القيامة» (^٢).
٢ ــ وقوله: "أبو القاسم": هذه كنيته ﷺ، وقد تواترت النصوص بذلك كما قال الحافظ الذهبي (^٣).
و"القاسم" هو أكبر أبنائه ﷺ، ولد بمكة قبل النبوة، ومات بها طفلًا، وهو ابن سنتين. وقد كان للنبي ﷺ ثلاثة من الولد في قول جمهور العلماء (^٤): أولهم:
_________
(^١) النَّسَب هو: سلسلة الآباء والأجداد الذين ينتمي إليهم الإنسان.
(^٢) صحيح البخاري «٤٧١٢»، صحيح مسلم «٣٢٧».
(^٣) تاريخ الإسلام ١/ ٤٨٨.
(^٤) ينظر سبل الهدى والرشاد ١١/ ١٦.
1 / 13
القاسم، وقد تقدم الكلام حوله.
وثانيهم: عبد الله، ويُلقب بالطيّب والطاهر، لأنه ولد بعد النبوة على الصحيح، وقد مات بمكة طفلًا رضيعًا.
وثالثهم: إبراهيم، ولد بالمدينة، ومات بها وعمره (١٨) شهرًا في السنة العاشرة للهجرة.
ــــــ وأما بناته ﷺ فهنّ: زينب، ثم رقية، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة ﵅.
ــــــ وأفضلهن وأحبّهن إلى النبي ﷺ ابنته فاطمة ﵂، وقد صحّ عنه ﷺ أنه قال لها في مرض موته: «أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة، أو نساء المؤمنين» (^١).
ـــــــ وكلّ أولاده ﷺ ذكورًا وإناثًا من زوجه خديجة ﵂ إلا إبراهيم فأمُّه مارية بنت شمعون القبطية جارية النبي ﷺ، التي أهداها إليه المقوقس عظيم مصر.
٣ ــ وهل يجوز التكني بأبي القاسم لغير النبي ﷺ؟ هذه مسألة اختلف فيها على مذاهب، ومذهب الجمهور وهو الراجح أن النهي مقيّد بزمن النبي ﷺ، أما بعد وفاته فلا بأس بالتكني بهذه الكنية.
ويدلّ على هذا التفصيل حديث أنس بن مالك ﵁: قال: كان النبي ﷺ في السوق، فقال رجلٌ: يا أبا القاسم، فالتفت إليه النبي ﷺ، فقال: إنما دعوتُ هذا، فقال النبي ﷺ: «سموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي» (^٢). ففهم من هذا أن
_________
(^١) رواه البخاري «٣٦٢٤»، صحيح مسلم «٢٤٥٠» واللفظ للبخاري.
(^٢) صحيح البخاري «٢١٢٠» واللفظ له، صحيح مسلم «٢١٣١».
1 / 14
النهي مختصٌّ بحياته ﷺ للسبب المذكور، وقد زالت العلة بوفاته (^١).
٤ ــ وقوله: "محمد": أخذ المصنف يذكر بعض أسمائه ﷺ وهي كثيرة، فبدأ باسمه الأجل والأشهر "محمد" ﷺ، قيل إن الذي سمّاه به جدُّه عبد المطلب، وقيل بل أمّه آمنة، رأت في المنام من يأمرها بتسميته محمدًا (^٢).
ــــ وقد تكرر هذا الاسم في القرآن الكريم مرات عدة. وهو مشتق من الحمْد، لكثرة محامده وخصاله المحمودة.
ــــ ولم يكن هذا الاسم مشهورًا في الجاهلية، وإنما تسمَّى به بعض العرب قرب بعثته ﵊، لمّا سمعوا من الأحبار والرهبان أن نبيًا يبعث آخر الزمان اسمه «محمدًا»، فسمُّوا أبناءهم بهذا الاسم رجاء نيل النبوة (^٣)!!
٥ ــ وقوله: "وأحمد": هذا هو الاسم الثاني في المكانة والشهرة لنبينا ﷺ. وقد ورد ذكره في القرآن مرة واحدة على لسان نبي الله عيسى بن مريم في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصَّفِّ: ٦].
٦ ــ وقوله: "والماحِي": هذا أيضًا من أسمائه ﷺ، وفسره المصنف بالذي يمحو الله به الكفر، وهو نص تفسير النبي ﷺ في قوله من حديث جبير بن مُطعم واللفظ للبخاري: «لي خمسة أسماء: أنا محمّد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله
_________
(^١) إرشاد الساري للقسطلاني ٩/ ١١٠.
(^٢) فتح الباري ٧/ ١٦٣، شرح المواهب للزرقاني ١/ ١٩٩.
(^٣) عيون الأثر ١/ ٣٩.
1 / 15
بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحُشر الناس على قدمي، وأنا العاقب» (^١).
ـــ وفي الصحيح من حديث أبي موسى الأشعري ﵁، قال: كان رسول الله ﷺ يسمِّي لنا نفسه أسماء، فقال: «أنا محمّد، وأحمد، والمقفِّي، والحاشر، ونبيّ التَّوبة، ونبيّ الرحمة» (^٢).
٧ ــ وقوله: "والحاشِر": قلت: هذا من أسمائه ﷺ، وقد فسره في حديث جبير بن مُطعم السابق بالذي يُحشر الناس على قدمه.
ومعناه: أن الخلق يُحشرون يوم القيامة على أثره، فليس بينه وبين يوم القيامة نبي آخر، كما أفاده ابن الملقن (^٣).
٨ ــ وقوله: "والعاقِب": فسَّره المصنف بالذي ليس بعده نبي، وهو نص تفسير النبي ﷺ في رواية مسلم لحديث جبير بن مُطعم.
٩ ــ وقوله: "والمقفّي": أي: آخر الأنبياء المتَّبِع لهم، فإذا قفّى فلا نبي بعده، أفاده ابن الأثير (^٤).
ـــــ وبناء على ما تقدَّم فإن الحاشِرَ والعاقِبَ والمقفِّي كلها بمعنى واحد: أي الذي لا نبيّ بعده.
١٠ ــ وقوله: "ونبيّ التوبة": دل على هذا الاسم حديث أبي موسى الأشعري المتقدم، قال العلماء: سمّي بذلك لأنه كان كثير الرجوع والتوبة إلى الله، أو لأنه
_________
(^١) صحيح البخاري «٣٥٣٢»، صحيح مسلم «٢٣٥٤».
(^٢) صحيح مسلم «٢٣٥٥».
(^٣) التوضيح لشرح الجامع الصحيح ٢٠/ ١٠٦.
(^٤) النهاية في غريب الحديث ٤/ ٩٤.
1 / 16
قُبل من أمته التوبة بمجرد الاستغفار بخلاف الأمم السالفة (^١).
١١ ــ وقوله: "ونبيّ الرحمة": سُمي بذلك: لأنه بعث رحمة للناس، كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧].
١٢ ــ وقوله: "ونبيّ المَلحمة": قلت: ورد هذا الاسم في إحدى ألفاظ روايات مسلم لحديث أبي موسى الأشعري المتقدم (^٢).
ومعنى "نبي الملحمة": أي نبي الحرب والجهاد، فالإسلام كما أنه دين لين ورحمة، فهو دين جهاد وقوة، كلٌ بحسب الحاجة والمناسبة، وهذا من واقعيته ووسطيته.
بقيّة نَسَبه ﷺ:
قال المصنف: «ابن عبد الله بن عبدِ المطَّلِب بن هَاشِم بن عبد مَنَاف بن قُصيّ بن كِلَاب بن مُرَّة بن كَعْب بن لؤيّ بن غَالِب بن فِهْر بن مَالك بن النَّضر بن كِنَانَة بن خُزيمة بن مُدرِكة بن إِلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَد بن عَدنَان.
فهذا النَّسب الذي سُقناه إلى عَدْنان لا مِرية فيه، ولا نِزاع، وهو ثابتٌ بالتواتر والإجماع. وإنما الشأنُ فيما بعد ذلك، لكن لا خِلَاف بين أهل النَّسب وغيرِهم من عُلماء أهلِ الكتاب أن عَدْنان من ولدِ إسماعيل؛ نبيّ الله، وإسماعيل بن إبراهيم؛ خليل الرحمن عليه أفضل الصلاة والسلام.
وأمُّه ﷺ آمنةُ بنت وَهْب بن عبد مَنَاف بن زُهرة بن كِلَاب بن مُرَّة».
_________
(^١) مرقاة المفاتيح للقاري ٩/ ٣٦٩٧.
(^٢) تحفة الأشراف للمزي ٦/ ٤٧٢.
1 / 17
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ قوله "ابن عبد الله": هذا هو اسم والد النبي ﷺ، وقد مات قبل البعثة شابًا بالمدينة ودفن بها.
كان قد قدم إلى المدينة من مكة ليشتري تمرًا فاتفق أنه مرض بها ومات، وقيل بل مرّ بها مريضًا وهو راجع من بلاد الشام (^١).
وكان عمره عندما مات ثماني عشرة سنة كما صححه الحافظ العلائي وابن حجر والسيوطي، وقيل: خمسًا وعشرين سنة (^٢).
٢ ــ قوله "ابن عبد المطلب": هذا هو جدّ النبي ﷺ، واسمه الحقيقي: شيبة الحَمْد، كان شيخًا معظّمًا في قريش، وزعيمًا من زعمائها، وهو الذي حفر بئر زمزم، وهو الذي كَفَل النبيَّ ﷺ بعد وفاة أمّه، وقد رقّ عليه جدًا، وكان يجلسه معه على فراشه في ظل الكعبة، وكان عُمُره ﷺ عندما مات جدُّه ثمان سنين، وقد أوصى بكفالة حفيده من بعده إلى عمّه أبي طالب (^٣).
٣ ــ وإذن فإبراهيم الخليل هو جدّ النبي الأعلى، وقد انتقلت منه إلى النبي ﷺ بعض الصفات الوراثية الجسمانية، فكان النبيُّ ﷺ أشبه الناس به في الخِلْقَة، كما ورد في الحديث الصحيح: «أشبه الناس به صاحبكم يعني نفسه» (^٤).
٤ ــ وقد اقتضت حكمة الله ﷿ أن يجعل نسب نبيه ﷺ من أرفع الأنساب
_________
(^١) تاريخ الإسلام للذهبي ١/ ٤٩٩.
(^٢) شرح المواهب للزرقاني ١/ ٢٠٤.
(^٣) جوامع السيرة لابن حزم ص ٥، تاريخ الإسلام للذهبي ١/ ٥١.
(^٤) صحيح مسلم «٢٧٨» من حديث أبي هريرة.
1 / 18
وقبيلته من أشرف القبائل.
ولعل من حكم ذلك: أن يكون أدعى لقبول كلامه، لأن العرب كانت في ذلك الوقت لا تستمع إلا لذوي الأنساب العالية.
وأيضًا حتى لا يتوهم متوهم أن رسالة النبي ﷺ كانت وسيلة لرفع مستواه الاجتماعي بين الناس، فهو لم يكن بحاجة إلى ذلك صلوات الله وسلامه عليه.
٥ ــ ومن النصوص الدالة على شريف نسبه ﷺ ما ثبت في الصحيح مرفوعًا: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم» (^١).
٦ ــ وقوله: "وهذا النَّسَب إلى عَدْنان لا مِرية فيه، وهو ثابتٌ بالتواتر والإجماع": قلتُ: الأمر كما ذكر المصنف، فإن العلماء متفقون على هذا القدر من نسبه ﷺ، ولذلك ساقه الإمام البخاري في صحيحه بدون إسناد (^٢).
وأما ما بعد عدنان فهو محلّ خلاف، والقدر المتفق عليه بعد عدنان، أن عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام (^٣).
٧ ــ وقوله: "وأمُّه ﷺ آمنة بنت وهب": هذا هو اسم أمه صلوات الله وسلامه عليه، وهي من أفضل قريش نسبًا وموضعًا، وتجتمع به ﷺ في كِلَاب بن مُرة، وسيأتي مزيد كلام عنها في الفصل القادم
_________
(^١) صحيح مسلم «٢٢٧٦» من حديث واثلة بن الأسقع.
(^٢) صحيح البخاري مع فتح الباري ٧/ ١٦٣.
(^٣) عيون الأثر ١/ ٢٦.
1 / 19
فصل
مولدُهُ ﷺ ورضاعُه ونشأتُه
قال المصنف: «ووُلد رسُولُ الله ﷺ يومَ الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأوّلِ. وقِيل: ثامنُه، وقِيل عاشرُه، وقِيل لثنتي عشرة منه، وذلكَ عَام الفيلِ على الصحيح.
ومات أبوه وهو حَمْل، واستُرضع له في بني سَعْدٍ، فأرضعته حَلِيمة السَّعدية، وأقامَ عندها في بني سَعْدٍ نحوًا من أربعِ سنين، وشُقّ عن فُؤادِه هناك، فردَّته إلى أُمّه. فخَرجتْ به أمُّه إلى المدينة؛ تزورُ أخوالَه بالمدينة، فتوفيت بالأَبواء، وهي راجعةٌ إلى مكة، وله من العُمُر ستّ سنين وثلاثة أشهر وعشرة أيام».
الكلام عليه من وجوه:
١ ــ قوله: "وُلد ﷺ يوم الاثنين .. إلى آخره": قلت: ثمة مواضع اتفاق ومواضع اختلاف في تحديد تاريخ مولده ﷺ.
فقد اتفق العلماء على أن مولده ﷺ كان في يوم الاثنين، كما صح بذلك حديث أبي قتادة الأنصاري أنه ﷺ سئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت فيه» (^١). وكذلك اتفقوا تقريبًا على أن
_________
(^١) صحيح مسلم «١١٦٢»
1 / 21
مولده كان عام الفيل (^١).
وأما الشهر، فقال الحافظ ابن حجر: "الصحيح المشهور أنه في ربيع الأول" (^٢).
وحدده الجمهور باليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وهو قول ابن إسحاق شيخ السيرة (^٣)، الموافق لسنة: (٥٧١) للميلاد.
٢ ــ وقد صحبت ولادته الشريفة بعض العجائب والآيات؛ من ذلك أن أمه رأت حين حملت به كأن نورًا خرج منها، أضاءت له قصور الشام (^٤).
ــــ كذلك اشتهر في كتب السيرة أنه في اليوم الذي ولد فيه: إرتجس إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نارُ المجوس، ولم تكن خمدت منذ ألف عام، وأن ماء بحيرة ساوة (^٥) ذَهَبَ في الأرض.
وهذه الثلاث الآيات وإن كانت قد اشتهرت في كتب السيرة إلا أنها لم تثبت من طريق يمكن الوثوق به (^٦).
_________
(^١) إكمال المعلم للقاضي عياض ٧/ ٣١٦، سبل الهدى والرشاد ١/ ٣٣٤.
(^٢) فتح الباري ٧/ ١٦٤.
(^٣) سيرة ابن هشام ١/ ١٤٦، البداية والنهاية ٣/ ٣٧٥، السيرة الحلبية ٣/ ٦٣٧.
(^٤) رواه أحمد في المسند «١٧١٥١» بسند حسنه الحافظ الهيثمي مجمع الزوائد ٨/ ٢٢٢، وقال شعيب الأرناؤوط: "صحيح لغيره".
(^٥) بحيرة ساوة: بحيرة مغلقة مالحة قرب نهر الفرات بالعراق، ترشح إليها المياه الجوفية من نهر الفرات عبر الصدوع والشقوق. وعمق المياه فيها يتراوح ما بين ٤ إلى ٥ أمتار، كما في الموسوعة الحرة المنشورة على شبكة الإنترنت.
(^٦) السيرة النبوية الصحيحة للعُمري ١/ ١٠٠.
1 / 22
وكأن المقصود بهذه الآيات تنبيه البشرية بأنها مقبلة على حدث كبير سوف يغير العالم، ويدخله دورًا جديدًا في الدين والأخلاق (^١).
٣ ــ وقوله: "ومات أبوه وهو حمل": هذا هو القول الراجح الذي عليه عامة علماء السيرة، وصححه الحافظ الذهبي (^٢). وقد ثبت ما يؤيده عن الإمام الزهري، أنه قال: "ولدت آمنةُ رسول الله ﷺ بعدما توفي أبوه" (^٣).
٤ ــ وقوله: "واستُرضع له في بني سعد": بنو سعد يُنسبون إلى سعد بن بكر بن هوازن، إحدى فروع قبيلة هوازن المعروفة التي كانت تسكن الطائف، وكانوا مشهورين بالفصاحة وسلامة اللغة، لذلك كانت قريش ترسل أبناءها إليهم في سنواتهم الأولى.
ورضاعه ﷺ في بني سعد بن بكر مما لا شك في ثبوته، وقد دلت عليه نصوص كثيرة، منها ما رواه ابن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن أصحاب رسول الله ﷺ أنهم قالوا: يا رسول الله، أخبرنا عن نفسك، فقال: «دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، واستُرضعت في بني سعد بن بكر» (^٤).
٥ ــ وقوله: "فأرضعته حليمة السعدية": حليمة السعدية هي: بنت أبي ذؤيب، أسلمت بعد ذلك، وترجم لها غير واحد في الصحابة (^٥).
_________
(^١) السيرة النبوية للندوي ص ١٠٠.
(^٢) تاريخ الإسلام ١/ ٤٩٩.
(^٣) صحيح مسلم «١٧٧١».
(^٤) سيرة ابن إسحاق ص ٥١، وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٣/ ٤١٣: "إسناده جيد قوي".
(^٥) الإصابة لابن حجر ٨/ ٨٧.
1 / 23
وكذا أسلم زوجها، واسمه الحارث بن عبد العزى، والد النبي ﷺ بالرضاعة (^١).
ورضاعته ﷺ من حليمة ثابت من طرق عدة (^٢).
٦ ــ وكان النبي ﷺ قد رضع من ثويبة جارية عمّه أبي لهب بضعة أيام قبل أن يرضع من حليمة السعدية (^٣).
٧ ــ واسترضاعه ﷺ في بني سعد بن بكر فيه دلالة على عناية العرب ذلك الوقت بلغتهم العربية، حيث كانوا يرضعون أطفالهم في البادية لإكسابهم سلامة اللغة وفصاحة اللسان، وأيضًا لما في البادية من نقاء الهواء، وبعد أهلها عن مفاسد المدنية.
٨ ــ وقوله: "وأقام عندها في بني سعد نحوًا من أربع سنين": اختلف في عمر النبي ﷺ عندما ردّته حليمة إلى أمه، والمشهور الذي جزم به الحافظان العراقي وابن حجر ورجحه الزرقاني أنه كان في سنّ الرابعة بعد حادثة شقّ الصدر مباشرة (^٤).
وكان سبب ردّها له هو ما حصل له من حادثة شقّ الصدر، فقد خافت حليمة عليه، ورغبت في إخلاء مسؤوليتها عنه، بالرغم من شدة حبّها له وتعلقها به.
_________
(^١) المصدر السابق ١/ ٦٧٦.
(^٢) السيرة النبوية الصحيحة للعُمري ١/ ١٠٣.
(^٣) صحيح البخاري «٥١٠١»، صحيح مسلم «١٤٤٩».
(^٤) شرح المواهب للزرقاني ١/ ٢٨٢.
1 / 24
٩ ــ وقوله: ""وشُقّ عن فؤاده هناك فردّته إلى أمه": حادثة شقّ الصدر ذكرها ابن إسحاق في السيرة بإسناد جيد: أن النبي ﷺ قال: «استرضعت في بني سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي في بَهْمٍ لنا، أتاني رجلان عليهما ثياب بياض، معهما طست من ذهب مملوءة ثلجًا، فأضجعاني، فشقّا بطني، ثم استخرجا قلبي فشقاه، فأخرجا منه علقة سوداء، فألقياها، ثم غسلا قلبي وبطني بذاك الثلج، حتى إذا أنقياه، ردّاه كما كان» (^١).
وكان عمره ﷺ عندما شُقَّ صدره في بني سعد أربع سنوات أو خمسة (^٢).
١٠ ــ وقد حاول بعض المستشرقين ومن تلوث بأفكارهم إنكار حادثة الشقّ، وزعموا أنها أسطورة وخيال (^٣)!!
ورُدّ عليهم بأن الحادثة ذكرها عامة علماء السيرة في كتبهم المعتمدة، وأصلها مخرج في صحيح الإمام مسلم، ولم ينكرها أحدٌ من علماء المسلمين، فالواجب التصديق بها.
وما أحسن قول الحافظ ابن حجر في الرد على هؤلاء: "وجميع ما ورد من شقّ الصدر واستخراج القلب وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة فلا يستحيل شيء من ذلك" (^٤).
_________
(^١) سيرة ابن إسحاق ص ٥١، وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٣/ ٤١٣: "إسناده جيد قوي". والحادثة أصلها في صحيح مسلم «٢٦١».
(^٢) السيرة النبوية الصحيحة ١/ ١٠٣.
(^٣) "حياة محمد"!! لهيكل ص ٨٠.
(^٤) فتح الباري ٧/ ٢٠٥.
1 / 25
١١ ــ وقد تكررت حادثة شقّ الصدر للنبي ﷺ على ما رجحه السهيلي مرتين (^١)، مرة في بني سعد بن بكر عندما كان صغيرًا، والثانية قبيل صعوده في رحلة الإسراء والمعراج، وسيأتي الحديث عنها بمشيئة الله تعالى.
١٢ - قوله: "فخرجت به أمّه إلى المدينة تزور أخواله (^٢)، فتوفيت بالأبواء وهي راجعة إلى مكة": هذه الحادثة رواها ابن إسحاق، قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم به مرسلًا (^٣)، وبهذا جزم الذهبي وعامة كتاب السيرة (^٤).
١٣ - وقوله: "وله من العُمُر ستّ سنين وثلاثة أشهر وعشرة أيام": قلت: هكذا جزم به ابن إسحاق (^٥) والذهبي (^٦) وغيرهما دون ذكر عدد الأشهر والأيام.
حضانة أمّ أَيمن وكفالة عمّه أبي طالب:
قال المصنف: «فلمَّا ماتت أمُّه: حضنته أمُّ أَيمن وهي مولاتُه، ورثها من أبيه، وكَفلهُ جدُّه عبد المطَّلب، فلما بَلَغَ رسُولُ الله ﷺ من العُمُر ثماني سنين توفي جدُّه، وأوصى به إلى عمّه أبي طالب، لأنه كان شقيقَ عبد الله فكَفَلَه، وحاطَه أتم حِياطة، ونَصَرَه حين بعثَه الله أعزَّ نصرٍ، مع أنه كان مستمرًا على شركه إلى أن ماتَ،
_________
(^١) الروض الأنف ٢/ ١٧٣.
(^٢) وهم بنو عدي بن النجار، ويطلق عليهم أخوال النبي تجوزًا، وإنما هم أخوال جدّه عبد المطلب، أما أخواله المباشرون فكانوا من قريش من بني زهرة.
(^٣) سيرة ابن إسحاق ص ٦٥.
(^٤) تاريخ الإسلام ١/ ٥٠٠.
(^٥) سيرة ابن إسحاق ص ٦٥.
(^٦) تاريخ الإسلام ١/ ٥٠٠.
1 / 26