إلى الكعبة، وأعلم الناس بذلك (^١).
٢ ــ وكان اليهود قد فرحوا باستقبال النبي ﷺ بيت المقدس بادئ الأمر فلمَّا تحوّل إلى الكعبة غضبوا وأرجفوا وأنكروا واتهموا النبي ﷺ بالتناقض والتردد، فنزل الرد الحاسم عليهم في قوله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [البقرة: ١٤٢].
٣ ــ وقد اختلفت الرواية في المسجد الذي كان فيه النبي ﷺ حين نزول الأمر بالتحويل، فقيل إنه كان في مسجد بني سَلَمَة يصلّي الظهر، فأُمر بالتحويل بعد أن صلّى الركعتين الأوليين، فاستدار بمن معه صوب الكعبة، فسمّي مسجد القبلتين، قال الواقدي: "هذا الثبت عندنا" (^٢)، وقيل: إنه كان في مسجده بالمدينة، وقد ذكر الحافظ ابن حجر هذا الاختلاف ولم يرجح في المسألة (^٣)، لعله لعدم ورود شيءٍ مؤكد يُركن إليه.
٤ ــ وقوله: "وفُرض صوم رمضان": قلت: هذا متفق عليه أن صيام رمضان فُرض في السنة الثانية من الهجرة النبوية، وكذا فُرضت زكاة الفطر.
* * *
(^١) فتح الباري ١/ ٥٠٢.
(^٢) طبقات ابن سعد ١/ ١٨٦.
(^٣) فتح الباري ١/ ٥٠٣.