ولا تخلى الثغور من اهتمام بأمرها، تبتسم له الثغور، واحتفال يبدل ما دجى من ظلماتها بالنور، واجعل أمرها على الأمور مقدما، وشيد منها كل ما غادره الغدر متهدما، فهذه حصون يحصل بها الانتفاع، وهي على العدو داعية افتراق إلا اجتماع، وأولاها بالاهتمام ما كان البحر له مجاورا، والعدو له ملتفتا ناظرا، لا سيما ثغور الديار المصرية، فإن العدو وصل إليها رابحا، وراح خاسرا، واستأصلهم الله فيها حتى ما أقال منهم عاثرا.
وكذلك الأسطول الذي ترى خيله كالأهلة، وركائبه سائرة بغير سائق مستقلة، وهو أخو الجيش السليماني، فان ذاك غدت الرياح له حاملة، وهذا تكفلت له المياه السائلة، وإذا لحظها الطرف جارية في البحر
صفحہ 91