أن تصل إلى الخزيمية بأربعة أميال مفرق الطريق الأيمن إلى الهاشمية وهو المنتصف ، والطريق الأوسط قصر أم جعفر ، والطريق الثالث إلى الخزيمية وهي المجاشعية ، وليس في طريق الخزيمية من حد الرمل الذي قبلها بثلاثة أميال ، إنما الأميال في الطريق الأول عن يمين نراها من بعد الخزيمية ، دونها البريد بسبعة أميال موضع يقال له : داره. وعلى مقدار ميلين من الثعلبية بئر تعرف بالبرمكي ، وبئر تعرف بالبستان. وعلى ثلاثة أميال من الثعلبية بركة وقباب ومسجد ، والبركة مدورة تسمى القبعة ، وهي قبعة حفاف ؛ وإنما سميت قبعة لأنها تقبع من الرمل وهي الحزن وهي تزرع ، وعند بركة القبعة عند الأميال الثلاثة المتفرقة. والطريق العتيق يسرة الطريق الآخر ، وهي أقرب الطريقين بميل وأسهلها ، تخرج عند بركة العميس. وأول الرمل الغليظ عند القصر يسرة بركة يقال لها : العميس. قال أرباب السير : كان نزول الحسين (عليه السلام) الثعلبية وقت الظهيرة ، فوضع رأسه فرقد ، ثم استيقظ وقال : «قد رأيت هاتفا يقول : أنتم تسيرون والمنايا تسرع بكم إلى الجنة». ولقد نظم هذا المعنى المغفور له الشيخ حسن الدمستاني (ره) (1)، قال :
بينما السبط بأهليه مجدا بالمسير
وإذا الهاتف ينعاهم ويدعو ويشير
قال أبو محنف : ولما نزل الحسين (عليه السلام) الثعلبية أقبل إليه رجل نصراني ومعه أمه ، فأسلما على يد الحسين (عليه السلام) وصارا في ظعينته (2) . ويروى أن الحسين (عليه السلام) بات بالثعلبية ، حتى إذا أصبح الصباح وإذا برجل من أهل الكوفة يكنى أبا هرة الأزدي قد أتاه وسلم عليه ، ثم قال له : يابن رسول الله ، ما الذي أخرجك عن حرم الله وحرم جدك محمد (صلى الله عليه وآله)؟ فقال : «ويحك يا أبا هرة! إن بني امية أخذوا مالي فصبرت ، وشتموا عرضي فصبرت ، وطلبوا دمي فهربت. وأيم الحق ،
صفحہ 78