وقيد بشرقي سلمى كما ذكر. وسلمى أحد جبلي طيء ؛ ولذلك أقطع رسول الله (صلى الله عليه وآله) زيدا (فيدا) لأنها بأرضه. وأول أجبلة على ظهر طريق الكوفة بين الأجفر وفيد جبيل عنيزة ، وهو في شق بني سعد بن ثعلبة من بني أسد بن خزيمة ، وإلى جنبه ماءة يقال لها : الكهفة ، وماءة يقال لها : البعوضة ، وبين فيد والجبيل ستة عشر ميلا. وقد ذكر متمم بن نويرة البعوضة ، فقال :
على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي
لك الويل حر الوجه أو يبك من بكى
وذكر الأصطخري (1): وليس بين المدينة والعراق منزل يستقل بالعمارة والأهل جميع السنة مثل فيد. وينسب إلى فيد جماعة ، منهم : أبو محمد يحيى بن ضريس الفندي ، وأبو إسحاق عيسى بن إبراهيم الفيدي. يروى عن موسى الجهني. روى عنه عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي. وبين فيد (ووادي القرى) ست ليال ، وليس من دون فيد طريق إلى الشام ، وبتلك المواضع رمال لا تسلك حتى تنتهي إلى (زبالة)، والعقبة على الحزن ، فربما لم يوجد فيتجنب سلوكه. وإلى فيد ينسب كثير من الرجال ، وبينها وبين توز أحد وثلاثون ميلا (2). حدث عبد الله بن عمرو ، عن علي بن الصباح ، عن هشام بن محمد ، عن أبيه قال : سميت بفايد بن حام من بني عمليق نزلها. وحدث أبو محمد الوراق ، عن أبي حذيفة مزبان بن حكيم العضبي بطن من طي قال : إنما سميت فيد ؛ لأن من حولها يستفيد منها. وزعم أبو علي إسماعيل بن أبي محمد البريدي قلت : لأبي فيد مدرج بن عمرو العجلي ذلك. قال : الفيد : نور الزعفران. وأخبرني بن أبي سعيد ، عن عنيم بن نوابة الطائي ، عن أبيه قال : ولاة فيد من بني بنهان من بني ورد. وحدث على بن حارث الموصلي قال : حدثنا أبو المنذر هاشم بن الكلبي ، أو قرأته عليه ، عن أبي مخنف قال : وفد زيد
صفحہ 58