النظرة الدائمة المستقيمة معناها «إني آسفة.»
النظرة المنكسرة مع إرخاء الجفون معناها «إني سعيدة.»
النظرة السريعة بجانب العين معناها «احذر هناك خطر!»
الإشارة الخفيفة بمؤخر العين معناها «هل أنتظرك غدا؟»
النظرة السريعة إلى أعلى معناها «ليس مناسبا.»
النظرة المهتزة السريعة معناها «لا تقترب مني.»
غير أن ابن حزم لا يؤمن بمسألة الحب من أول نظرة، وإن كان يعتقد أن المحبة لا تصح إلا بعد كثرة المشاهدة، ويقول في ذلك: «إني لا أطيل العجب من كل من يدعي أنه يحب من نظرة واحدة، ولا أكاد أصدقه، ولا أجعل حبه إلا ضربا من الشهوة، وأما أن يكون في ظني متمكنا من صميم الفؤاد، نافذا في حجاب القلب، فما أقدر ذلك، وما لصق بأحشائي حب قط إلا مع الزمن الطويل، وبعد ملازمة الشخص لي دهرا، وأخذي معه في كل جد وهزل، وكذلك أنا في السلو والتوق، فما نسيت ودا لي قط، وإن حنيني إلى كل عهد تقدم لي ليغصبني بالطعام، ويشرقني بالماء، وقد استراح من لم تكن هذه صفته، وما مللت شيئا قط بعد معرفتي به، ولا أسرعت إلى الأنس بشيء قط أول لقائي له، وما رغبت الاستبدال إلى سبب من أسبابي مذ كنت، لا أقول في الألاف والإخوان وحدهم، لكن في كل ما يستعمل الإنسان من ملبوس ومركوب ومطعوم وغير ذلك، وما انتفعت بعيش ولا فارقني الإطراق والانغلاق مذ ذقت طعم فراق الأحبة، وإنه لشجى يعتادني وولوع هم ما ينفك يطرقني، ولقد نغص تذكري ما مضى كل عيش أستأنفه، وإني لقتيل الهموم في عداد الأحياء، ودفين الأسى بين أهل الدنيا، والله المحمود على كل حال لا إلا هو.»
ويؤمن «بارنابي جوجي» بأن الحب قد يولد من النظر:
هناك فتاة جميلة طيبة،
لم يفتني شيء فيها غير وجهها،
نامعلوم صفحہ