وقال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا" ١.
وقال: " إن الله نظيف يحب النظافة" ٢.
ولهذا قطع يد السارق، وشرع قطع يد المحارب ورجله، وشرع القصاص في الدماء والأموال والأبشار، فإذا أمكن أن تكون العقوبة من جنس المعصية كان ذلك هو المشروع بحسب الإمكان.
مثل ما رُوِيَ عن عمر بن الخطاب ﵁ في شاهد الزور أنه أمر بإركابه دابة مقلوبًا وتسويد وجهه، فإنه لما قلب الحديث قلب وجهه، ولما سود وجهه بالكذب سود وجهه.
وهذا قد ذكره في تعزير شاهد الزور طائفة من العلماء من أصحاب أحمد وغيرهم. ولهذا قال الله تعالى:
﴿وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: ٧٢] .
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾ [طه: ١٢٤، ١٢٦] .
وفي الحديث:
"الجبارون والمتكبرون على صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم" ٣.
فإنهم لما أذلوا عباد الله أذلهم الله لعباده، كما أن من تواضع لله رفعه،
_________
١ رواه مسلم في صحيحه "١٠/ ٢٤٠" عن "أبي هريرة"، والترمذي في سننه "١١/ ١١٠"، والدارمي في سننه "٢/ ٢١٠".
٢ رواه الترمذي في سننه "١٠/ ٢٤٠" من طريق ضعيف في سنده خالد بن إلياس أو إياس وهو متروك الحديث.
٣ رواه الإمام أحمد في مسنده "٢/ ١٧٩" عن عبد الله بن عمرو، ولفظه: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الناس ... " إلخ الحديث، وقال حديث حسن صحيح.
1 / 58