حكايات شاعرية
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
اصناف
نادى العجوز واستجابت السماء للنداء؛ فتداعت الجدران والأسوار، وخربت الأبهاء، وبقي عمود عال يشهد على الأبهة الزائلة، بل إن هذا العمود يمكن أن يتهاوى بين ليلة وضحاها.
هكذا استحالت الحدائق المعطرة الغناء برية موحشة، ما من شجرة تلقي ظلا، ولا من نبع تسيل مياهه في الرمال، اسم الملك لا يتردد في أغنية ولا نشيد، ولا تذكره أية سيرة من سير الأبطال، نسي الاسم وغاص في العدم، وتلك هي لعنة المغني والغناء.
7 (8) إبيكوس وأسراب الكركي
توجه إبيكوس، حبيب الآلهة، إلى مضيق كورنت، للمشاركة في مهرجان سباق العربات والأناشيد الذي يجمع شمل قبائل الإغريق في كل عام. كانت الآلهة قد منحته موهبة الغناء، وأنعم عليه «أبوللو» بفم الأغنيات العذب. وهكذا انطلق وفي يده عصاه الخفيفة وغادر بلده «ريجيوم»،
8
وهو مفعم الصدر بنعمة إله الفن والطرب والغناء.
بدأت تلوح لعيني المتجول الجواب معالم كورنثه الشامخة على ظهر الجبل العالي، وخطت قدماه في مرج «بوزيدون»،
9
الذي تتكاثف فيه أشجار الصنوبر والشربين. كان كل شيء هادئا وما من شيء يتحرك حوله، باستثناء أسراب قاتمة من طيور الكركي التي احتشدت في السماء، وراحت تصحبه في رحلته وهي ترفرف في طريقها إلى دفء الجنوب. - «مرحبا بك أيتها الأسراب الودودة التي نعمت بصحبتها، حتى بلغت شواطئ البحر. كم أتفاءل بك ، وأحس بأن قدري يشبه قدرك. فكلانا بدأ سفره من مكان بعيد، وراح يتوسل للآلهة أن تظله بسقف يحميه. فليتلطف بنا المضيف الذي نلبي دعوته، هذا المضيف الذي يرعى الغريب ويذود عنه الذل والعار.»
هكذا راح يغذ خطاه وهو منتش ومنتعش، حتى وجد نفسه في قلب الغابة، هنالك سد عليه الطريق فجأة مجرمان قاتلان. اضطره الموقف أن يتأهب للقتال، ولكن سرعان ما سقطت يده هامدة باردة، يده التي تدربت على أوتار القيثار، ولم يحدث لها أبدا أن شدت قوسا ولا أطلقت سهما.
نامعلوم صفحہ