حكايات شاعرية
حكايات شاعرية: قصائد قصصية من الأدب الألماني الحديث
اصناف
هكذا كان ذهب التاج خالصا من الشوائب وطاهرا من الدنس. وما زالت أصداء الحكاية تتردد آتية إلينا من زمن شبه منسي. ففي عام ألف وأربعين للميلاد، كما وجدت ذلك بنفسي في بعض الأسفار، كانت كلمة الملوك لا تزال لها قدسيتها في وطننا الألماني.
5 (6) التتويج الحزين
عاش في قديم الزمان ملك واسمه «ميليسنت»، أريد الآن أن أحكي لكم حكايته؛ فقد اغتال ابن شقيقه؛ ليضع على رأسه تاج الملك. وتم الاحتفال بالتتويج، بالأبهة والفخامة في قصر «ليفاي». آه يا أيرلندا، يا أيرلندا، هل كنت عمياء إلى هذا الحد؟
كان الملك جالسا في منتصف الليل، في القاعة المرمرية الخالية. أخذ ينظر مذهولا لما حوله من تحف ونفائس، وكأنه قد سكر من كثرة الشراب على المأدبة الملكية، التفت إلى ولده قائلا: أحضر لي التاج لألبسه مرة أخرى، لكن تبين أولا من الذي فتح الأبواب.
هنالك بدأت لعبة الموتى النادرة، إذ دخل موكبهم بخطى خافتة هامسة، والموكب يضم عددا كبيرا من الضيوف الملثمين ووسطهم يهتز ويترنح تاج، وتتزاحم الأرواح وتتدافع داخلة من الباب، وهي تدمدم وتتهامس بغير كلام، أما الملك فيشحب وجهه، ويرتسم عليه الرعب والوجوم.
ومن وسط الزحام الأسود يتطلع طفل لم يزل جرحه ينزف الدماء، يبتسم كالمحتضر ويطرق رأسه، ثم يدور في القاعة الواسعة قبل أن يخطو نحو العرش بخطى وئيدة الإيقاع، ويمد يده إلى الملك بالتاج، إلى الملك الذي نفذ سهم الرعب في فؤاده.
عندئذ انسحب الموكب من ذلك المكان، بينما كان يرف حواليه نسيم الصباح. ظلت أنوار الشموع تخفق على نحو عجيب، وظل القمر يصغي وهو يضع خده على النافذة، انحنى الابن في صمت، وقد تملكه الرعب الشديد أمام أبيه الممدد على العرش ومال عليه، وسرعان ما اكتشف أنه مال على جثة هامدة.
6 (7) لعنة المغني
في قديم الزمان كان هناك قصر شامخ عال، تسطع أضواؤه فوق الأرض، حتى شواطئ البحر الأزرق، ومن حوله تزدهر باقة نضيرة من الحدائق العطرة ، تفور فيها ينابيع متدفقة تحت أنوار قوس قزح الساطعة.
هناك عاش ملك متغطرس، واسع الثراء في الممالك والانتصارات، يجلس على عرشه متجهم السحنة شاحب الوجه؛ لأنه لا يفكر إلا في الرعب، ولا يبصر غير الغضب والانتقام، كما أن كلامه سوط عذاب، وكتابته تسيل منها الدماء.
نامعلوم صفحہ