فأخرجته إلى جده مقمطا يناغي إلى أن أتت جده رسول الله فأخذه وخرج به إلى الملائكة يحمله على بطن كفه وهللوا وكبروا وحمدوا الله وأثنوا عليه في تهنئة رسول الله (ص) فتوجه به إلى القبلة ورفعه نحو السماء وقال: اللهم إني أسئلك بحق هذا ابني الحسين عليك أن تغفر لصلصائيل الملك خطيئته وتجبر كسر جناحه وترده إلى مقامه مع الملائكة المقربين فهبط جبرائيل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله ربك يقرئك السلام ويقول لك قد غفرت خطيئته وجبرت كسر جناحه ورديته إلى مقامه مع الملائكة واجعلته [جعلته مولى الحسين بن علي ابن فاطمة ابنتك يا محمد كرامة لك وإلى الملائكة (ع) فاجبرت [فجبرت كسر جناحه فرجعت الملائكة وصلصائيل معها إلى مقامه فهو يعرف بصلصائيل مولى الحسين بن علي (عليه السلام)، والنبي المرسل فهو يونس بن متى فكان من قصته أنه تنبأ بنبوته بأن ولائنا معقود بتوحيد الله (جل ذكره) ولا يقبل الله من موحد توحيده إلا بولايتنا ولا ينعقد إلا بتوحيد الله (جل ذكره) فشك فينا ولم يقر بأن ذلك شك يلحقه سخط من الله جل ذكره فكان كما قال الله (تعالى):
وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه (1) قال المفضل: يا سيدي وكان يونس في توبته يظن أن الله لا يقدر عليه فقال يا مفضل إنما ظن أن لا يقدر عليه بشكه فيما فضلنا الله به فسخط عليه وعاقبه فكان من قصته ما قصه الله في كتابه للعبد الذي امتحن الله قلبه للإيمان.
وقد روت عنه الشيعة أن سلمان الفارسي (ره) أنه لما رأى أمير المؤمنين (ع) وهو يساق إلى سقيفة بني ساعدة وقالها هذا الأمر أمر عظيم ومن كان من حوله من جملة أصحابه وأعوانه والمقداد وأبو ذر وحيث حلقوا رؤوسهم وأشهروا
صفحہ 442