المؤمنين: يا إبراهيم قد بلغ الرسول وأقام البرهان والدليل ولزمه الحجة وبقت [بقيت المجازاة، فاسئل يا إبراهيم. فقال: يا أمير المؤمنين من هو الملك المقرب والنبي المرسل والعبد الذي امتحن الله قلبه للإيمان لم لا يحملونه؟ قال: يا إبراهيم أما الملك المقرب الذي لم يحمل حديثنا كان من المؤمنين يقال له صلصائيل نظر إلى بعض ما فضلنا الله به ولم يطق حمله وشك فيه فأهبطه الله من جواره ودق جناحه وأسكنه في جزائر البحر وهو عند الناس أنه سها وغفل عن تسبيحه فعاقبه الله في هذه العقوبة إلى الليلة التي ولد فيها الحسين ابني، فإن الملائكة استأذنت الله في تهنئة جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتهنئة أمه فاطمة فأذن الله لهم فنزلوا أفواجا من العرش ومن سماء إلى سماء فمر منهم ملك وفوج من الملائكة بصلصائيل وهو ملقى في الجزيرة فلما نظر إليهم وهو باك حزين مستقيل الله فوقفوا ينظرون إليه، فقال لهم: يا ملائكة إلى ما تريدون وفيما أهبطتم به؟ فقال له الملك: يا صلصائيل يولد في هذه الليلة أكرم مولد [مولود في الدنيا بعد جده رسول الله (ص) وعلى أبيه علي وعلى أمه فاطمة وأخيه الحسن وقد استأذنا الله في تهنئة جده محمد به فأذن لنا فقال: صلصائيل يا ملائكة الله ربي وربكم وأسئلكم به وبحبيبه محمد وبهذا المولود الكريم تأخذوني معكم إلى حبيب الله وتسئلونه وأسئله بحق هذا المولود الذي أوهبه [وهب الله له أن يغفر لي خطيئتي ويجبر كسري ويردني إلى مقامي مع الملائكة المقربين.
فحملوه وأتوا إلى رسول الله (ص) وهنئوه بابنه الحسين وقصوا عليه قصة الملك صلصائيل وسئلوه بجاه الله والإقسام عليه بحق الحسين أن يغفر خطيئته ويجبر كسر جناحه ويرده إلى مقامه مع الملائكة المقربين، فقام رسول الله (ص) ودخل على فاطمة (عليها السلام) فقال لها يا موافقة [موفقة ائتيني بابني الحسين
صفحہ 441