حياتی عزیزہ

نہلا دربی d. 1450 AH
84

حياتی عزیزہ

حياتي العزيزة

اصناف

راحوا يهمهمون وهم يقلبون صفحات كتب الترانيم الذي بأيديهم، لكن معظمهم استطاع أن يبدأ الغناء قبل حتى أن يعثر على الكلمات: «الصليب العتيق القوي.»

انتهت مهمة العم جاسبر، وكان بمقدوره الآن أن يعود ويشغل المكان الذي كنا نحتفظ له به.

لكن كانت هناك مشكلة واحدة؛ شيء لم يأخذه في الحسبان.

هذه كنيسة أنجليكانية، أما في الكنيسة المتحدة التي يتردد عليها العم جاسبر، فإن أفراد الجوقة كانوا يدلفون من باب خلف منبر الوعظ، ويستقرون في أماكنهم قبل أن يدخل القس، وهكذا كانوا يتمكنون من التطلع نحو الجمع المتواجد ولسان حالهم يقول: نحن نشعر بالطمأنينة لتواجدنا معا في هذا المكان. ثم كان يدخل القس، ودخوله كان بمنزلة إشارة لإمكانية بدأ الطقوس. أما في الكنيسة الأنجليكانية فإن أفراد الجوقة يسيرون عبر الممر حيث يأتون من الخلف، وهم ينشدون ويعلنون عن ظهورهم بطريقة جادة لا تكشف عن شخصية أحد منهم. يرفعون أعينهم عن الكتب من أجل التطلع إلى المذبح فقط، ويبدون مختلفين قليلا وكأنهم قد انسلخوا عن هوياتهم المعتادة، ولا يدرون من حولهم من أقارب أو جيران أو أي أحد آخر في الجموع المتواجدة.

وها هم يأتون عبر الممر الآن ويرددون كالباقين: «الصليب العتيق القوي»، ولا بد أن العم جاسبر قد تحدث إليهم قبل أن يشرعوا في الغناء، وربما قد أوضح لهم أنها الترنيمة المفضلة لدى المتوفاة.

أما المشكلة فكانت تكمن في المساحة المتاحة وأعداد الأشخاص المتواجدين. فمع تواجد أفراد الجوقة في الممر، لم يكن هناك سبيل كي يعود العم جاسبر إلى مقعدنا؛ فما من سبيل أمامه للرجوع.

ولم يكن أمامه سوى شيء واحد يفعله، وبسرعة، وقد فعله. فلم يكن أفراد الجوقة قد بلغوا المقعد الأمامي بعد؛ لذا فقد أقحم نفسه بداخله، واعترت الدهشة من يقفون بجواره لكنهم أفسحوا له مكانا بينهم؛ أي أفسحوا له مكانا قدر المستطاع. وكانوا بالمصادفة ممتلئي الجسم، وكان هو عريض المنكبين على الرغم من كونه شخصا نحيفا.

سأتمسك بذلك الصليب العتيق المهترئ

حتى لا أتباهى بما قمت به من أعمال صالحة.

سأتشبث بالصليب العتيق المهترئ

نامعلوم صفحہ