70

وحدث هذا وأنا أقرأ الشعر فلا أزدري أبا نواس لقول من أقوال المجون، كما كنت أزدريه لقوله في الحكمة:

خل جنبيك لرام

وامض عنه بسلام

مت بداء الصمت خير

لك من داء الكلام

لا يا أبا علي، غفر الله حكمتك ومجونك، فإن كان موت يا صاح فما باله يكون بداء الصمت؟ ولم لا يكون بداء الكلام ...؟!

وتكلمت باللسان، وتكلمت بالقلم كاتبا إلى وزيرة الداخلية وإلى السلطان.

وتكلمت بالقلم أيضا، فكتبت ونشرت أو نظمت على الأصح قصيدة منثورة سميتها «نادي العجول» ...

نادي العجول هذا كان «ناديا» للسادة الحاكمين، وسراة القوم في المدينة، «فتحه» الرؤساء بكل معنى «الفتح» ... لأنه كان أشبه شيء بالغزوة في طلب الأسلاب، من طريق المساومات والألعاب.

وكانت له سمعة سيئة غير سمعة المقامرة، وكان الحضور فيه مفروضا على بعض الناس في ساعات معلومة؛ كي يخلو الجو لبعض الناس الآخرين في تلك الساعات.

نامعلوم صفحہ