وربما انتظمت الصحيفة «الأسبوعية» خمسة أسابيع أو ستة أسابيع متوالية، ولكنك تنتظرها عبثا إذا انتظرتها في يوم معلوم من أيام الأسبوع، فإذا ظهر هذا العدد منها يوم الأحد، فلا مانع أن يظهر العدد التالي يوم الخميس أو يوم الجمعة، أو بعد يومين اثنين فقط من ظهور العدد الذي سبقه، ولا معول في ميعاد من هذه المواعيد على شيء غير «توافر المادة اللازمة للتحصيل ...»
شيء لزوم الشيء
وما هي المادة اللازمة للتحصيل؟
حملة على مشهور أو فضيحة في أسرة تخاف التشهير، أو تهديد مقدور على حسب المناسبات، ومصالح الضحايا المعرضين للتهديد، أو ضجة سياسية أو اجتماعية تشتبك فيها المطامع والدعايات، وتتعدد فيها الفرص للمنتهزين من هنا ومن هناك ...
وكان أفضل هذه الصحف «الأسبوعية» الذي يسرع إلى الاحتجاب، وتمتنع عليه وسائل الثبات والاستمرار.
وقد ظهر من هذه الصحف الفضلى كثير لم يبق منها بعد حين كثير ولا قليل، ولم يقل أحد من الصحفيين الأفاضل أو غير الأفاضل: إنه يصدر صحيفته لمصلحة خاصة أو يصدرها لمحض التشهير والتهديد، ولكنك تراجع الأسماء فلا ترى بها من خفاء ... وماذا يبقى من الخفايا وراء اسم كاسم «الكرباج» أو «البعبع» أو «الجاسوس» أو «اللجام» أو «الصاعقة» أو «المرصاد» أو «العفريت» أو «عفريت المقاولين» على التخصيص؟
هذا إلى أسماء أخرى كالخلاعة والصبوة والغندرة والمرستان والفوضى، وما أشبهها من أسماء يختارها أصحابها، وهم في سعة من الاختيار، وفي سعة من الادعاء كما يشاءون بما اختاروه من كلمات!
ولم يمض غير يسير حتى افترقت الكفايات اللازمة لإصدار الصحيفة الأسبوعية على هذا المنوال ...
فقد يكون الرجل من أجهل الجهلاء، ولكنه من أقدر الناس على التشهير والتهديد، واستغلال الفضائح والإشاعات.
وقد يكون الرجل عاجزا عن كسب مليم من هذه الصناعة، ولكنه قادر على تسويد الصفحات وتلفيق الأقاويل والأباطيل ...
نامعلوم صفحہ