فإذا وجدت هذه الصحف، فهي الشفاعة المقبولة، أو غير المقبولة لوجود طبقات في الجو الصحفي إلى جانبها، تنزل من الملك إلى الوزير ومن الوزير إلى الرئيس الصغير، ومن الرؤساء إلى عمد القرى ومشايخ الحارات، ومن هؤلاء إلى ما دون ذلك في طبقات ذلك الجو الفسيح ...
وليقل العائب العاتب ما شاء، فإنه لن يستطيع أن يقول في النهاية شيئا عن تاريخ الشرق الحديث، دون أن يقول معه شيئا عن الدعوة القلمية، وعن الصحافة والصحفيين.
صحيفة الدستور
كانت صحيفة «الدستور» التي أصدرها الأستاذ «محمد فريد وجدي» منذ نصف قرن، أول صحيفة يومية عملت في تحريرها ...
ولا أقول: إنه كان «عمل ضرورة».
ولا أقول كذلك: إنه كان عمل اختيار.
ولكنه كان ضرورة مختارة بين ضرورات، إذا صح هذا التعبير، وأبادر فأقول: إنه صحيح غاية الصحة؛ لأننا في أعمالنا التي نعدها من معالم حياتنا لا نستطيع أن نقول عن عمل واحد: إنه كله اختيار، أو إنه كله اضطرار ...
وكان في وسعي قبل العمل في تحرير الدستور أن أعمل في تحرير «اللواء»، أو في قلم الترجمة باللواء على الأصح ... لأنني علمت أنهم يطلبون مترجمين يعرفون الإنجليزية أو الفرنسية، بعد تفكيرهم في إنشاء «لواءات» غير «اللواء العربي» تصدر باسم «الاستاندرد» و«ليتندار».
التحرير أو الترجمة
وكانت الترجمة الصحفية من أعمال تلك الفترة التي كان أمثالي يستطيعونها، وكانت ظروف التعليم والنشأة «الأسوانية» مما يرشحني لأدائها، ويجعلني من المفضلين في «امتحاناتها».
نامعلوم صفحہ