ضياع حقه وغصب تراثه قد استقر فى نفس وليده الامام الحسن عليه السلام فقد انطلق إلى مسجد جده صلى الله عليه وآلهوسلم فرأى أبا بكر على منبر المسجد يخطب الناس فالتاع ووجه إليه لاذع النقد قائلا له :
« انزل ... انزل عن منبر أبي ، واذهب الى منبر أبيك!! »
وبهت ابو بكر ، وتطلعت ابصار الناس إلى القائل فاذا هو حفيد الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم وريحانته ، فاخذتهم الحيرة والدهشة ، وساد عليهم الوجوم ، واسترد أبو بكر خاطره فتدارك الموقف فقال له بناعم القول :
« صدقت والله. إنه لمنبر أبيك لا منبر أبي .. » (1)
إن احتجاج الامام الحسن عليه السلام وهو في غضون الصبا انبعث عن نضوج وطموح وذكاء ، وكشف عن آلام مرهقة كان يكنها في اعماق نفسه على ضياع حق أبيه.
كان يرى المنبر يرقاه جده الرسول صلى الله عليه وآلهوسلم وهو يدعو الناس الى الله ، ويهديهم الى سواء السبيل ، وقد اختفى ذلك النور ، واحتجب ذلك الصوت ، وهو لا يجد أحدا خليقا بأن يخلفه سوى أبيه سيد الاوصياء الذي نافع عن رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم في جميع المواقف والمشاهد.
صفحہ 148