وفيها، وصل الأمير عز الدين قيصر الظاهري مخبرا بوصول ابنة بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، وكان قد نفذ لاحضارها لنزف على زوجها مجاهد الدين أبيك المستنصري المعروف بالدويدار الصغير فخرج إلى تلقيها بدر الظاهري المعروف بالشحنة أحد خدم الخليفة وفي صحبته ثلاثون خادما والأمير بدر الدين سنقر جاه أمير آخور الخليفة وجماعة من المماليك والحاجب، أبو جعفر أخو استاذ الدار ومؤيد الدين محمد بن العلقمي فتلقاها بدر الشحنة في المزرفة وعادوا الجماعة معه وانحدرت هي في شبارة، حملت لها إلى هناك في جماعة من خدمها وجواريها وصعدت في باب البشرى ليلا، وقد أعد لها بلغة فركبت واجتازت بدار الخلافة وخرجت من باب النوبي إلى دار زوجها مجاهد الدين - بدرب الدواب - وهي الدار المنسوبة إلى أحمد بن القمي فنثر عليها خادم لزوجها ألف دينار عند دخولها الدار.
وفي رابع جمادي الآخرة، خلع الخليفة علي مجاهد الدين بين يديه وقدم له مركوب بعدة كاملة فخرج وقبل حافرة وركب من باب الأتراك ورفع وراءه أربعة عشر سيفا إلى غير ذلك من الحراب والنشاب وأشهرت السيوف من باب دار الضرب وخرج معه جماعة من خدم الخليفة والحاجب أبو جعفر بن العلقمي أخو استاذ الدار ومهتر الفراشين وحاجب ديوان الأبنية وغيرهم، وتوجه إلى داره فلما اجتاز بباب البدرية، نشر عليه خادم من خدم الشرابي أربعة آلاف دينار ولما اجتاز بدرب الدواب، نثر عليه في عدة مواضع من دار الأمير جمال الدين قشتمر ودار ابنته زوجة الأمير نصرة الدين كنج أرسلان، وكان ورائه الاعلام والطبول والكوسات.
في عشية هذا اليوم، نفذ له أحد عشر طبلا، للخلق وأحد عشر قصعه وزوج صنج برسم طبل النوبة في الصلوات الثلاث، وزفت عليه زوجته فاجتمع له فرحتان فرح الإمارة وفرح العرس ولم يبلغ أحد من أبناء جنسه مع حداثة سنة ما بلغ ومن الغد عرضت عليه الهدايا من رقيق الترك والخدم والحبوش وأنواع الثياب والطيب والخيل وآلة الحرب وغير ذلك، من جميع الزعماء وأرباب الدولة وخدم الخليفة وسائر المماليك، ثم الوزير والشرابي واستاذ الدار والديودار الكبير، ولم ينفذ له أحد شيئا إلا وخلع على المنفذ على يده، ثم ركب وبين يديه الأمراء والمماليك ورفع وراءه السلاح وقيدت بين يديه الخيل المجنونة وشهرت حوله السيوف وسعى السكيانية وبأيديهم الحرب والاطبار، والجاووشية بأيديهم الجوالكين الذهب والفضة وقصد دار الخلافة فخدم وعاد، ثم ركب عشية هذا اليوم وقصد دار الخليلة فخدم، وخرج وقت عشاء الآخرة في الأضواء والشموع واستمر دخوله إلى دار الخليفة في كل يوم بكرة وعشية على هذا الوضع.
وفي عاشر الشهر، خلع على أخواجته أبي الحسن علي بن المختار العلوي وعلى وكيله ماري بن صاعد بن توما النصراني وعلى نواب ديوانه وجميع الأمراء الذين أضيفوا إليه أيضا ثم على أتباعه وحواشيه وغلمان البلدرية ومقدمها، وبوابي دار الخلافة الذين جوازه عليهم ولم يزل مقيما في هذه الدار إلى أن تكاملت عمارة الدار المنسوبة إلى علاء الدين تتامش على دجلة وما أضيف إليها مما جاورها فانتقل إليها في ذي القعدة من السنة، وأنعم الخليفة عليه باصطبله المقابل لها على دجلة.
وفيها، أستحجب عبد الرحمن بن يحيي بن المخرمي أخو صاحب الديوان وجعل أسوة بحجاب المناطق.
وفيها، قصد الخليفة مشهد موسى بن جعفر عليه السلام في ثالث رجب فلما عاد أبرز ثلاثة آلاف دينار إلى أبي عبد الله الحسين بن الاقساسي نقيب الطالبيين وأمره أن يفرقها على العلويين المقيمين في مشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسين وموسى بن جعفر عليهم السلام.
وفي رجب، أعيد فخر الدين أبو طالب أحمد بن الدامغاني إلى أشراف المخزن وخلع عليه.
وفيها، وصل بشر خادم الأمير ركن الدين اسماعيل بن بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل ونفران من رماة البندق ومعهم طائر قد صرعه ركن الدين وانتسب ذلك إلى شرف الدين أقبال الشرابي فقبله وأمر بتعليقه فعلق تجاه باب البدرية وأن ينثر عليه ألفا دينار، ثم خلع على الخادم والواصلين صحبته وأعطاهم ثلاثمائة آلاف دينار.
وفيها، توفي محمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن المعروف بابن العجمي وهو من بيت رئاسة ... قديمة.. وله شعر حسن فمنه: سقى الله ذا العيش غض والحبيب قريب لح في رياضه ويدعوننا داعي..
صفحہ 26