إن للكهنة تفسيرات «رسمية» للإنجيل، فمن تجرأ من المسيحيين على أن يفهم كلمات الإنجيل، خارج هذه التفسيرات الرسمية، فإنه عندئذ يكون عرضة للوم والحرم، وليس هذا شأن الكنيسة أو الكنائس البروتستانتية، التي تعلمت من طرد لوثر ألا تطرد أحدا يخالفها. وكان طرد تولستوي أو إلقاء الحرم عليه، قائما على أنه نظر إلى المسيح النظرة الإنسانية، ووجد في الأخلاق التي دعا إليها، وعمادها الحب، أخلاقا لا تحتاج إلى وحي إلهي، بل إنه يقول إنه هو نفسه؛ أي تولستوي، كان يمكنه أن يقول بما قال به المسيح في الأخلاق دون أن يحتاج إلى وحي إلهي؛ لأن هذه الأخلاق هي أفضل ما نعرف وأليق ما تكون للمجتمع البشري، هي أخلاق علمية.
وهو يقول في إحدى مذكراته حين كان يقاتل في حرب القرم حوالي عام 1855: «... خطرت بذهني فكرة، هي تأسيس ديانة جديدة تتفق والحال الحاضرة للنوع البشري، أعني الديانة المسيحية التي تتطور من العقائد الجامدة، ومن الغيبيات بحيث تصير ديانة عملية لا تهبنا سعادة المستقبل (بعد الموت)، وإنما سعادة الحاضر على هذه الأرض.»
وهو يستخلص من موعظة الجبل في الإنجيل هذه الوصايا الخمس: (1)
لا تغضب. (2)
لا تزن. (3)
لا تقسم. (4)
لا تقاوم الشر. (5)
لا تكن عدوا لأحد.
هذا هو كل ما يؤمن به من الإنجيل، وما عدا ذلك فزيادات يمكن الاستغناء عنها. ولكن تولستوي مع ذلك لم يجابه كل الحقائق، ولو كان قد فعل لاستقر على العلم وحده. •••
حقيقة الموت من أعظم الحقائق التي تواجهنا عندما نفكر في الحياة البشرية، لماذا نموت؟ ولماذا نخاف الموت؟
نامعلوم صفحہ