============================================================
من العوامل، كازيد) تقول: (جاعني زيد) و(رأيت زيدا) و(مررت بزيه)ا، ألا ترى أن آخر (زيد) تغير بالضمة والفتحة والكسرة بسبب ما دخل عليه من (جاءني) و(رأيت) و(الباء)؟! فلو كان التغيير في غير الآخر؛ لم يكن إعرابا كقولك في (فلس) إذا صغرته : (فليس)، وإذا كسرته : (أفلس وفلوس) وكذلك لو كان التغير في الآخر ولكنه ليس بسبب العوامل؛ كقولك: (جلست حيث جلس زيد)؛ فإنه يجوز لك أن تقول: (حيث) بالضم و: (حيث) بالفتح و: (حيث) بالكسر، إلا أن هذه الأوجه الثلاثة ليست بسبب العوامل؛ ألا ترى أن العامل واحد وهو (جلست) وقد وجد معه التغير المذكور.
ولما فرغت من ذكر المعرب؛ ذكرت المبني وأنه الذي يلزم طريقة واحدة،.0.
يقال: المراد بالدخول الدخول ولو تقديرا. (قوله من العوامل) يحتمل أن تكون من بيانية فالمراد من العوامل جنسها وأن تكون تبعيضية فلا يحتاج لذلك، والعوامل جمع عامل وهو ما أثر في آخر الكلمة من فعل أو حرفي أو اسم، والأصل فيه أن يكون على الترتيب المذكور، وجاز جمع فاعل وصفا على فواعل لعدم شرط المنع وهو كونه لمذكر عاقل أو لأنه صار لغلبة الاستعمال اسما فلا حاجة إلى القول بأنه جمع عاملة. (قوله تغير) أي: حصلت فيه هيئات متغايرة. (قول فليس) الأولى فليسا بالنصب كما لا يخفى. (قوله حيث) وطي تقول: حوث وهي ظرف مكان اتفاقا، وقد ترد للزمان، وجملة جلس زيد مجرور بإضافة حيث إليها ولا تضاف إلى مفرد إلا نادرا نحو حيث سهيل طالعا وأندر منها اضافتها إلى جملة محذوفة. (قوله بالضم) وهو أشهر لغاتها وبنيت على الضم تشبيها بالغايات(1) والإضافة إلى الجملة لا تعتبر وعلل الرضي ذلك بأن الإضافة في المعنى ليست للجملة بل للمصدر الذي تضمنته وقيل لأن الأثر وهو الجر غير ظاهر والأول أولى. (قوله بالفتح) أي للخفة. (قوله بالكسر) أي: على أصل التخلص من التقاء الساكنين وأقول ما قرره من بناء حيث هو المشهور، وبعض العرب يعربها وتسمى لغة (1) كقبل وبعد. منه.
2 4
صفحہ 44