============================================================
ك(الفرس) و(الغلام).
وعلامة من آخره؛ وهي التنوين، وهو: نون ساكنة زائدة تلحق الآخر00000.
(قوله كالفرس والغلام) مثال للعاقل وغير العاقل فالأول للثاني والثاني للأول. (قوله وعلامة من آخره) أي: من جهة آخره. (قوله وهي التنوين) هو في أصل اللغة التصويت يقال نؤن الطائر إذا صوت، نبه على ذلك بعض المحققين. وله أصل آخر أيضا لكن اختلف فيه.
فقيل هو إدخال نون مطلقا وهو ظاهر كلام التصريح. وقيل: إدخال النون المذكورة وهو ظاهر كلام الحمصي في حواشيه على شرح الفاكهي وكلام التصريح أشهر. ولا يبعد أن يكون ما ذكره الحمصي معنى ثالثا له كذا أفيد. (قوله وهو نون إلخ) أي: باعتبار نقله لا باعتبار أصله فاندفع ما في نتائج الفكر من أن تصحيح العبارة أن يقال التنوين إلحاق الاسم نونا ساكنة؛ لأن التنوين مصدر نونث الحرف أي: الحقته نونا كما أن التنعيل مصدر نعلت الرجل إذا جعلت لها نعلا، وليس التنعيل هو النعل، وكذلك التنوين ليس هو النون بمجردها هذا ووجه الاندفاع ظاهر. وإنما اختصت هذه النون بالاسم حتى جعلت علامة له؛ لأنها لمعان لا توجد إلا في الاسم كما يظهر لك عن قريب إن شاء الله تعالى. (قوله نون) وكان نونا؛ لأنها أشبه الحروف بحروف العلة الموضوعة لأداء مثل هذه المعاني لكنها لما لم يمكن إلحاقها للثقل في الواو وللالتباس بالمنقوص والمقصور في الياء والألف أتي بأشبه الحروف لها وهو النون مراعاة لحقها في الجملة. (قوله ساكنة) أي: أصالة فلا يضر تحريكها لعارض التقاء الساكنين كما في محظور (1) انظر. وكانت ساكنة؛ لأن السكون هو الأصل والمقصود من التنوين حاصل به فيكون التحريك ضائعا مع ما فيه من الثقل. (قوله زائدة) أي: ليست من نفس الكلمة لا أنها لا احتياج إليها؛ لأن فيها منافع شتى وكانت زائدة لدلاتها على أمر زائد. (قوله تلحق الآخر) ذكر الآخر للتوضيح وإلا فاللحوق لا يكون إلا له ففي الكلام تجريد. والمراد بالآخر أعم من أن يكون حقيقة كآخر زيد أو حكما كآخر يد. واختصت بالآخر؛ لأنها لكماله المعنوي فاللائق به أن يكون بعد كماله اللفظي. قيل: (1) قوله تعالى: وما كان عطاه ريك تحظورا (الاسراء: 20] انظر الآية. منه .
36)
صفحہ 36