398

فهز ضياء رأسه في حيرة وتمتم: ترى لم ينتحر المنتحرون؟!

27

واستأثر انتحار فائز باهتمام السكارى في البوظة. تساءل زين علباية الخمار: لم ينتحر رجل مثل فائز؟

فقال يونس السايس شيخ الحارة: ليس بسبب الإفلاس؛ فقد ترك ثروة تجعله من كبار أغنياء الحارة.

فقال له زين علباية بلهجة تحريض: لا شك أن عندك معلومات باعتبارك من رجال السلطة.

وعز على يونس أن يعلن إفلاسه، فقال بنبرة الحذر: إنهم يكتشفون جميع من كانت لهم صلة بالرجل.

عند ذاك قال حسونة السبع الفتوة متهكما: هناك سبب أقوى من الإفلاس.

واتجهت إليه الرءوس بكل إجلال فقهقه قائلا: الجنون! في دمائهم جنون موروث عن رجال ونساء، حتى كبيرهم الأول المقدس ألم يكن لقيطا ولصا؟!

28

ومضت حياة آل الناجي ثقيلة كئيبة. أجل الزفاف بطبيعة الحال، وواصل ضياء وعاشور حياتهما اليومية وقد انطفأت في نفسيهما جذوة الإبداع والسعادة، أما حليمة البركة فقد اعتزلت في جناحها، تجتر الأحزان وتتعزى بالعبادة.

نامعلوم صفحہ