397

25

وتلاقت أفكار الشقيقين على تفقد دار الراحل كقراءة أولى لأسراره ومعاملاته ومصادر أمواله. وتم الاتفاق بينهما وبين السلطة على ذلك. كانت دارا ضخمة ذات فناء مترام من ناحية الجبل. ولفت الأنظار كثرة المخادع الوثيرة، ومخازن الخمور والمخدرات، وغزارة التحف والرياش. ولما فتحت الخزائن وجدت خالية تماما. لا عقد ولا خطاب ولا دفتر ولا مليم واحد.

وتبادل الشقيقان نظرات حائرة. تساءل عاشور: ما معنى هذا؟

وتساءل ضياء: أين ثروة المرحوم؟

وسأل عاشور المحقق: هل عرفتم جديدا من الأمر؟

فأجاب الرجل: لن يفلت منا خيط من الحقيقة.

26

رجع ضياء وعاشور من رحلتهما الاستكشافية الخائبة مذهولين. اشتد اللغز غموضا واكتنفته سحب دكناء فتوزعت القلوب الهواجس. حقا لقد أمن لهما شقيقهما الحياة قبل أن يذهب؛ فهما وأمهما الوارثون لوكالة الفحم ولدارين رائعتين، ولكن ماذا عن ثروة فائز، وماذا عن حياته المبهمة؟!

وتفكر ضياء، ثم قال: لعله فقد ثروته فانتحر.

فقال عاشور معترضا: ولم ينتحر وهو ما زال مالك الوكالة والدارين؟

نامعلوم صفحہ